باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة النازعات وآياتها46/15عملا مباركا:
والنازعات غرقا 1 والناشطات نشطا 2 والسابحات سبحا 3 فالسابقات سبقا 4 فالمدبرات أمرا 5
الآيات 1+2+3+4+5/من وظائف الملائكة الكرام: للملائكة عليهم السلام عدة مهام في كل الكون عدا صلواتهم السامية لله تعالى وتسبيحاتهم وأذكارهم العلية وعباداتهم الطاهرة لله تعالى إذ تشير الآيات هنا إلى :
+النازعات غرقا : وهو وصف للملائكة عليهم السلام حين تنزع أرواح الكفار والعصاة من أجسادهم /وهي غارقة في محبة أجسادها/ بكل شدة وقسوة..
+الناشطات نشطا: وهو وصف للملائكة عليهم السلام وهي تسل أرواح المومنين بكل رفق ونشاط وإستبشار بما ستؤول له هاته الأرواح في حياة البرزخ ثم جنات النعيم
+السابحات سبحا: وهي الملائكة السيارة في كل الكون والسابحة المسرعة بأوامر الله تعالى والغارقة في عبادته في كل العالمين
+السابقات سبقا : وهي الملائكة عليهم السلام حين يسرعون في تنفيد كل الأوامر الإلهية: كسرعتهم في إيواء الأرواح لبرازخها وغيرها من الأوامر...
+المدبرات أمرا: وهي الملائكة الكرام الممتثلة لله تعالى في تدبير كل أوامره المطاعة منها له سبحانه ..والتي لا نعلم عنها في حياتنا الدنيا سوى اليسير: كتدميرها للقرى العاصية ونزولها ليلة القدر بأوامر الله تعالى للسنة كلها....
يوم ترجف الراجفة 6 تتبعها الرادفة 7
6+7/نذير يوم القيامة: الذي يجب أن نستعد له ونخاف من هوله الكبير حين يرجف كل الكون بالزلازل والبراكين وتنشق السماوات هاوية على الأرض بإذن الله تعالى بعد النفخة الأولى التي تردفها النفخة الثانية ليقوم الناس لرب العالمين
قلوب يومئد واجفة 8 أبصارها خاشعة 9
8+9/إضطراب الكفار: ففي هذا اليوم يتروع الكفار بأهوال شديدة حتى توجف قلوبهم إذ تكاد القلوب تخرج من الأفواه من شدة شقائها وشؤمها ويأسها الكبير وندمها
+فالقلوب واجفة:تكاد تزهق من الأفواه لشدة الضجر والحزن والكآبة
+والأبصار خاشعة :أي مذهولة داهشة منكسرة وذليلة مما اصابها من الهوان والفزع الأليم
يقولون أءنا لمردودون في الحافرة 10 أءذا كنا عظاما نخرة 11 قالوا تلك إذا كرة خاسرة 12
10+11+12/تحريم الكفر بالبعث: فالكفار لا يومنون اليوم بالحياة الأخرى ومقتنعون أن بعث الإنسان بعد موته أمر مستبعد بل مستحيل فضربوا كما تشير الآيات هنا مثلا باستحالة تركيب الله تعالى للعظام التي تفتت وتنخرها الأرض والبلى..بينما يومن المسلمون بأن الله قادر على إحياء الموتى كلهم كما أحيى بقرة بني إسرائيل وطيور إبراهيم عليه السلام وحمار عزير عليه السلام بل وأذن لمخلوق مثلنا بإحياء الموتى وهو نبي الله ورسوله عيسى عليه السلام مما يدل أن البعث أهون ما يكون عند الله تعالى.
فإنما هي زجرة واحدة 13 فإذا هم بالساهرة 14
13+14/فجاءة الساعة: فما هي إلا صيحة ثانية من إسرافيل عليه السلام ليقوم الكل للساهرة وهي أرض المحشر..فتأتي فجأة كما أتت الصيحة الأولى المفنية لكل الكون فجأة..
هل أتاك حديث موسى 15 إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى 16 اذهب إلى فرعون إنه طغى 17 فقل هل لك إلى أن تزكى 18 وأهديك إلى ربك فتخشى 19 فأراه الآية الكبرى 20 فكذب وعصى 21 ثم أدبر يسعى 22 فحشر فنادى 23 فقال أنا ربكم الاعلى 24 فأخذه الله نكال الآخرة والأولى 25
15+16+17+18+19+20+21+22+23+24+25/إرسال موسى عليه السلام لفرعون: وهو ملك مصري متأله كان يستعبد شعبه ويستعبد بني إسرائيل بكل تظلم وطغيان فنصحه موسى بالإتعاظ والخشية من الله تعالى قصد التزكي والهداية وأراه معجزتيه الكبيرتين : إذ ألقى العصى أمام فرعون فإذا هي حية تسعى أمامه ثم نزغ يده فإذا هي بيضاء ناصعة لكنه كذب وعصى بل وخرج مسرعا وحشر جنوده وشعبه وسحرته ليؤكد لهم أنه ربهم الأعلى فنكل الله به أيما نكال وهو يستدرجه إلى أن أغرقه في البحر وجنوده
إن في ذلك لعبرة لمن يخشى 26
26/إتعاظ واعتبار الخاشين لله تعالى فقط من هاته القصة: فمن عبرها :
+الإيمان بنبوة موسى عليه السلام وأدائه لرسالته كاملة ونحن على ذلك من الشاهدين
+قدسية جبل طوى وهو طور سيناء الذي كلم الله به سبحانه وتعالى موسى عليه السلام فهو جبل مبارك
+طغيان فرعون وتكذيبه وعصيانه وإستبداده الكبير بنفسه وشعبه
+من مهمات الرسل : النصيحة والدعوة والموعظة بالتي هي أحسن وتقديم الحجج والبراهين المبينة والتزكية والإرشاد وتخويف العباد من سوء العواقب في الدنيا والآخرة دون خوف من الظلمة والفاسقين..وهكذا يجب أن يكون كل داعية لله تعالى.
+تأله الطغاة : فكل حاكم له صفات فرعون فهو متأله ولو لم يعلنها
+تنكيله تعالى بالطغاة : كما يروي الله تعالى هنا عن فرعون وجنده وفي سور أخرى عن العديد من الأمم الغابرة كعاد وثمود وقوم كل الانبياء عليهم السلام نقريبا عدا يونس عليه السلام
أأنتم أشد خلقا أم السماء؟ بناها27 رفع سمكها فسواها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحاها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32
27+28+29+30+31+32/دعوة القرآن للتفكر : فهناك العديد من الآيات التي تدعوا مباشرة للتأمل والتعقل والتدبر والتفكر لحد فقه الإعجاز العلمي وهنا يدعونا الله تعالى لذلك بسؤالنا عن:
+مدى شدة وعظم خلق السماء بالنسبة لخلقنا وكيف بناها ورفعها سبع سماوات عالية لا نراها بيننا وبينها بلايين السنوات الضوئية وكيف جعلها مستوية متينة منسجمة في ليلها ونهارها
+قدرته العظيمة وهو يكور الأرض فدحاها أي بسطها وكورها/ وهاته آية اخرى من آيات الإعجاز العلمي إذ لم يكن في وقت البعثة أي عالم يعرف أن الارض مدحية أي بيضاوية الشكل واسعة منبسطة ../وكيف أخرج الله مياهها ونباتاتها بكل علمية وأرسى جبالها العتيدة التي تعد أوتادا للأرض فلولا الجبال لما إستقرت الأرض ولا استوى فوقها مخلوق
متاعا لكم ولأنعامكم 33
33/كرم الله تعالى لابن آدم : فهنا تشير الآية إلى أن كل هاته السماوات القوية العالية العظيمة الخلق وهاته الأرض الغنية الواسعة المنبسطة ما هي إلا متاع للإنسان ولأنعامه فسخر لنا ما في السماوات وما في الارض سبحانه ما أكرمه؟ ولم يخلق أبدا من أجله بل من أجل عباده الصالحين وخلصائه من الإنس والجن والملائكة في الآخرة .. ولكافة الخلق في الدنيا.
فإذا جاءت الطامة الكبرى 34 يوم يتذكر الإنسان ما سعى 35 وبرزت الجحيم لمن يرى 36
34+35+36/نذير القيامة :والتي هي الطامة الكبرى أي الداهية والمصيبة بل والكارثة الكبرى على العالمين حيث تذكر الآيات هنا صفتين هامتين لها هي:
+تذكر الإنسان لكل أفعاله : ويروى أن الناس لا يتذكرون هنا سوى سيئاتهم حتى يتيقن الكل بالحساب الشديد والخسران المبين
+إبراز جهنم : إذ تهيج جهنم أعاذنا الله منها بادية على أرض المحشر في غضب شديد لها 700000زمام على كل زمام 700000ملاك شداد وهي ضاجرة هائجة تكاد تتفلت من الملائكة الكرام عليهم السلام لغضبها على العصاة والكفار..فيجثو الكل على الركب في خوف شديد
فأما من طغى 37 وآثر الحياة الدنيا 38 فإن الجحيم هي المأوى 39
37+38+39/من صفات أهل جهنم : فكل كافر فاسق وعاص لم يتب إلا وله نصيب من هذا الجحيم والعياذ بالله تعالى ..ومن الصفات الكبرى لأهلها:
+الطغيان :وهو العتو والتجبر والتكبر والظلم والإستبداد والغرور...
+إيثار الدنيا:أي تفضيل هاته الدنيا العاجلة الدنية السفلة الفانية على الآخرة الخالدة الباقية العلية لذا فإن الآية تأمر هنا بالزهد في الدنيا فهي دار عبادة لا دار متاع ولهوانها على الله فإنه لا يعصى إلا فيها..وجاءت فيها أحاديث عديدة وآيات كريمة كثيرة تحقر من شأنها كقوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور :أي النعيم الزائف كالسراب...وقول الرسول صلوات الله عليه : لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى الله الكافر منها شربة ماء..فهي أقل من جناح بعوضى ومن يعظم جناح بعوضة فهو أقل منه شأنا ولا يساوي شيئا..فحب الدنيا وتقضيلها على الآخرة إذن من سمات الكفار..والزهد مقام عال من مقاما المحسنين لا يقدر عليه كل مسلم..
وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى 40 فإن الجنة هي المأوى 41
40+41/من صفات أهل الجنة : ولهم صفات عديدة أهمها التقوى والإخلاص والزهد والصدق وكل المكارم والفضائل ورفيع الأخلاق ..ومنها في هاته الآيتين:
+الخوف من الله تعالى : وهو مقام جليل دونه لا تقوى تذكر: فيجب ان ننزجر بوعيده بجهنم وبغضبه على كل العصاة خائفين من مكره ولو سبقت لنا البشرى كما كان كبار الصحابة رضوان الله عليهم الذين ازدادوا خوفا من الله تعالى بعد تبشيرهم بالجنة.إذ لا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون..
يسألونك عن الساعة أيان مرساها 42 فيم أنت من ذكراها ؟43 إلى ربك منتهاها 44 إنماأنت منذر من يخشاها 45 كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها46
42+43+44+45+46/حتمية الساعة : وهو تأكد ويقين المومن من مجيء يوم القيامة والبعث والفصل بين أهل الجنة وأهل النار..وهي غيب في غيب لا يجليها لوقتها إلا الله تعالى وقد ظهرت معظم علاماتها الصغرى والمتوسطة ولم تبق إلا العلامات الكبرى فهي تدنو جد قريبة ويروى عن بعض المدققين أنه لم يتبق من عمر الدنيا سوى 15على مليون من عمرها أي تقريبا 0.00000015
إنماأنت منذر من يخشاها 45
45/من مهمات الرسل: الدعوة لتوحيد الله تعالى وعبادته بما شرع ..وتبليغ كل رسالات الله تعالى وتعليمها للناس وتربيتهم بها وعليها ومن أهم وظائفهم هنا :
+الإنذار بالساعة : لكن هذا لا يخيف إلا المومنين بينما الكفار فلا يخافونها الآن.. فالخوف من القيامة وأهوالها من علامات حياة القلب وعلامة من صدق الإيمان ..وعدم الخشية منها ومن الله تعالى من أهمم أسس الفجور والفسق بل والكفر
كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها46
46/قصر الدنيا: فرغم أن عمر الدنيا كان ملايير السنين فإنها عند القيامة لا تساوي سوى مساء أو صباح..فأقل أيام الآخرة1000سنة مما نعد ..فكيف تكون شهورها وأعوامها ومواقيتها المتفاوتة في خلود؟
فاللهم سترك وغفرانك.واللهم إنا نسألك الآخرة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من أن تكون الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا فتكون النار مصيرنا: ونكون ممن قلت فيهم : يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون..كما معظم الكفار الدنيويين السفلة.