الأربعاء، 9 يناير 2013

أعمال سورة النبإ



موقع مدرستنا الرسمي        تواصل مع المؤسس
باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة النبإ وآياتها 21/40عملا مباركا

عم يتساءلون؟1

الآية 1/أهمية التساؤل : فالسؤال سبيل كبير من سبل العلم والتعلم..لذا فهو طبيعي في الإنسان ..وضروري في كل البرامج التعليمية.والسورة إبتدأت هنا بسؤال : وهذا من أنجع طرق الكتابة اليوم ..فأرقى الكتابات اليوم هي التي تبدأ بتساؤلات أو تطرح تساؤلات للقارئ..وهذا من مناهج القرآن الكريم التي للأسف سبقنا لها الغرب..فيا ليتنا نتعلم من القرآن الكريم حتى منهجية التخاطب والكتابة..فلكل سورة منهجية كبرى يجب أن يستفيد منها كتابنافي التأليف والخطب أيضا.

عن النبإ العظيم 2

2/عظمة القرآن الكريم وكل الإسلام : فقد كثرت التساؤلات حول القرآن الكريم منذ عصر البعثة الشريفة لمدى أهميته وعظم ما جاء به ..وحول كل الغيبيات التي كان يخبر وينبأ بهاالرسول صلوات عليه :من توحيد ويوم للبعث خصوصا ..فلعظمة الإسلام أحدث رجة كبرى في عصر نزوله كانت اساسا لبناء حضارة الإنسان العظيمة منذ ذاك الوقت ولا زال لحد الآن يعجز الكل بما في ذلك كبار العلماء بكل آياته وتعاليمه الشريفة الكريمة : فما أعظمه من نبإ ؟وما أعظمه من دين؟ وما أعظم قرآنه؟ بل هو فوق العظمة..

الذي هم فيه مختلفون 3

3/سنة الإختلاف: وقد إختلف الناس وقت البعثة بين مصدق ومكذب.. وبين كافر ومومن بكل غيبيات الإسلام ..لذا فلا يمكن أبدا أن يكون الناس كلهم أمة واحدة والإختلاف في التدين أمر طبيعي..لكن البعض يريد أن يجعل من هذا الإختلاف حتى بين المسلمين قنطرة لتمرير مؤامراته المشؤومة: لذا يجب على المسلمين الوعي الكبير بأهمية قبول الإختلاف بين الناس وبين مذاهبهم خصوصا.. فاختلاف العلماء واختلاف المذاهب رحمة.. فلا تعصب للمذهب في الإسلام لأن إختلافها إختلاف تنوع لا يجب أن ندنيه إلى إختلافات بل خلافات تضاد وتشاحن وتشنج : وهناك اليوم خطة كبرى من الإمبريالية العالمية للإيقاع بين المذاهب الكبرى الإسلامية للتطاحن بينها خصوصا السنية منها والشيعية: فالتقاتل من أجل المذهب حرام..والإختلاف سنة ما دامت في إطار الإحترام والتناصح ..وقد إختلف فهم الصحابة رضوان الله عليهم حتى تقاتلوا سياسيا لا مذهبيا..لكن الخلاف بين المسلمين مؤامرة شيطانية يجب التصدي لها بحكمة..والله تعالى قال واعتصموا بحبل الله جميعا .. لا بحبل مذاهبكم ..وقال إن الدين عند الله الإسلام ..ولم يفضل أي مذهب ..فحتى إن كان المذهب ضروريا في مستوى معين من عمق التدين فالتعصب له مكروه وغن أدى إلى خلاف فهو حرام.

كلا سيعلمون 4 ثم كلا سيعلمون5

4+5/جهل المتخالفين : فالذين يتخالفون فيما بينهم لحد الخلاف جاهلون بالقرآن الكريم وبشمولية الدين الإسلامي ولو علموا /وسيعلمون غدا يوم القيامة/أنه دين حق شامل لما إختلفوا فيه: لا ككفار ضد المسلمين ولا كمسلمين فيما بينهم :فالإختلاف بين المسلمين إختلاف تنوع وتكامل ونصيحة لا إختلاف كراهية وزجر وتباعد وتنافر كما حال العديد من المذاهب التي مضت في دقائق الفقه لحد تكفير ما سواها..وذلك لجهلها بالقرآن الكريم وعدم علمها ولا عملها به شمولا..ونومئ هنا إلى آفة الجزئية في دراسة الدين : فأصل الخلاف عموما عدم فهم القرآن الكريم كله وبشمولية والإقتصار على بعض الآيات أو بعض العلوم الإسلامية دون غيرها ..أما من فهم القرآن كله فسيعلم حتى أسباب الإختلاف ويجد ألف عذر للمختلفين لا للمتخالفين..ففرق بين الإختلاف المحمود الذي هو رحمة للمومنين والخلاف المذموم الذي هو نقمة على كل الأمة.

4+5/العلم بالقرآن الكريم : فمعظم الناس بل وجل المسلمين جاهلين بالقرآن الكريم وشمولياته ومراميه وغاياته ولهم نظرة جد ضيقة له لحد سجنه من البعض في التبرك والتراتيل الصوتية فقط دون علم به ولا عمل..لكن الله تعالى يأمرنا للعلم بالقرآن الكريم ..وإن لم نعلمه في الدنيا فسنعلم حقائقه في الآخرة لكن بعد فوات الأوان...

4+5/علم الإنسان في الآخرة: ففي القيامة سيكون كل الناس عالمين شاهدين لكل حقائق القرآن وغيبياته لكن هذا العلم وقتها لا ينفع لأنه مضى زمن العمل به.

ألم نجعل الأرض مهادا 6والجبال أوتادا7 وخلقناكم أزواجا 8 وجعلنا نومكم سباتا 9 وجعلنا الليل لباسا10 وجعلنا النهار معاشا 11وبنينا فوقكم سبعا شدادا 12وجعلنا سراجا وهاجا13وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا 14 لنخرج به حبا ونباتا 15 وجنات ألفافا 16

6+7+8+9+10+11+12+13+14+15+16/دعوة الله تعالى للتفكر والتأمل: فالتفكر والتأمل والتدبر في الكتاب المسطور الذي هو قرآننا العظيم.. والكتاب المنظور : الكون كله:دعوة تتوالى هنا وفي العديد من آيات القرآن الكريم ..فالله تعالى يأمرنا هنا :

+ للـتأمل في الأرض وكيف بسطها ومهدها الله لنا وجعل لها الجبال أوتادا تثقلها: بعد أن كانت تدور بسرعة صاروخية : وتمهيد الأرض وتوطيد الجبال كأوتاد توصل له اليوم علماء الجيولوجيا لذا فهذا العلم الذي يتحدث عن كل دقائق الأرض ليمضي ليتكلم حتى عن نشأتها من أعز العلوم التي توطد الإيمان والذي تستحب قراءته للمزيد من قراءة آيات الله الكونية.

+ للـتأمل في زوجيتنا : وكيف خلقنا الله تعالى أزواجا : ذكورا وإناثا لنتكامل :وهاته رحمة كبيرة من الله تعالى ..فقد كان آدم عليه السلام مستوحشا قانطا رغم أنه في الجنة إلى أن خلق الله له أمنا حواء عليها السلام..فالذكر نعمة من الله للأنثى والأنثى نعمة من الله للذكر..وهاته الإزدواجية تستدعي التكامل الوظيفي فيما بينهما فالأنثى تكمل الذكر والذكر يكمل الانثى ..وليس هناك تطابق بينهما بل مساواة في تميز فلكل مميزاته ولا يمكن للرجل أن يكون أنثى كما لا يمكن للانثى أن تملك خصوصية الرجل إلا بمسخ لشخصيتها لذا لعن الله المتمرئين من الرجال والمترجلات من النساء..والحركة النسائية اليهودية القائمة اليوم للمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة قائمة لهدفين:

-مسخ الرجولة المسلمة والقضاء على نموذج الرجل المسلم المتميز على المرأة فتحاول ان تمرئ الشباب وتخنتهم

-مسخ الأنوثة المسلمة لجعل الشابات المسلمات كدميات فارغة الباطن والعقل مترجلات حتى في لباسهن ..لا يفرقن بين الرجولة والأنثوية بل ويسعين للترجل: فلا هن يصرن رجالا ولا هن يبقون إناثا وهذا هو قمة المسخ الذي أصبحنا نراه اليوم حتى في شوارعنا وقنواتنا.

فازدواجية الرجل والمرأة زوجية تكامل وتميز لا زوجية تصارع وتشابه وتخنث أو ترجل : فرغم أن الرجل والمرأة سواسي في الاحكام: أي في الحقوق والواجبات : فالإسلام ساوى شريعة بينهما لكن الله تعالى ميز بينهما خلقة ووظيفة: فوظيفتيهما متميزتين ومتباينتين ..ومن الطبيعة التميز والتكامل وإلا فالمسخ..

+للـتأمل في نعمة النوم :فالنوم راحة للبدن والقلب والعقل خصوصا ..وذلك لإسترجاع الإنسان لكافة قواه ..ودون نوم يمرض الإنسان ويفقد تركيزه حتى أن بعض الأطباء أكد أن الإنسان يموت إن لم ينم 40 يوما متتالية..فالنوم إذن نعمة من الله تعالى لجسد وعقل وقلب الإنسان الذي يجب أن نحافظ بتوازن عليه : فكثرته أيضا تمرض : إذ تبلد العقل وترخي الأعضاء وتكدر القلب وتفقد التركيز ..وتفقد العديد من التوازنات الصحية لذا كان الرسول صلوات الله عليه يحافظ دوما على نوم قليل لكن متوازن في الليل فغالبا ما كان لا يقوم إلا ثلت الليل ..كما كان يحافظ على القيلولة وهي إسترخاء ما بعد الغداء والظهر..فهذان وقتان ضروريان للراحة والنوم : الليل.. ثم القيلولة ولو لبضع دقائق.

+ للـتأمل في نعمة الليل: فلولا الليل لما سكنت بكمال جوارح ولا جوانح الإنسان بل ولأضر نور النهار بالعديد من النباتات والحيوانات وبتربة الأرض.. ولما إستطاع الإنسان أن يسكن هذا السكون الذي ينعشنا كل ليلة..فالحمد لله تعالى على نعم الليل والنهار والظلمات والنور.

+ للـتأمل في نعمة النهار : فلولا النهار لما كانت هناك حياة إلا في ظلام وهذا مستحيل في كوننا لحاجة كافة النباتات والحيوانات والإنسان بل والأرض كلها للشمس والنهار..فنحن نتغدى وكل الارض ومخلوقاتها من الشمس إذن دون نهار لا توازن لحياة أرضية سليمة...ولولا النهار لتعسر على الإنسان القديم خصوصا التحرك حتى من مكانه لافتقاده للضوء.فالحمد لله على تسخير النهار لنا والليل

+ للـتأمل في السماوات السبع : والسماء تطلق على كل ما فوق الغلاف الجوي للأرض فالشمس والقمر والنجوم وكل الكواكب من السماء الدنيا:والتي يجب تأملها بحكمة:فهنا دعوة إذن لتأمل علوم الفلك وعلوم الفضاء ما إستطعنا فهي آيات عظيمة شاهدة بشدة على وحدانية الله تعالى لمن تأملها بحكمة..لكن الله تعالى لم يخلق السماء الدنيا وحدها بل سبع سماوات بعضها فوق بعض كما تؤكد العديد من الآ يات والأحاديث الشريفة..وهي سكنى للملائكة الكرام عليهم السلام وعالمهم العلوي الذي لا نعلم عنه الكثير..فهذا الكون الذي نعيش فيه بشموسه بل ومجراته الكبرى لا يساوي سوى نقطة في بحر السماوات فما أعظم الله تعالى وما خلق: فعظمة العالم تشهد على عظمة الله تعالى لمن تأمل.

+للـتأمل في الشمس : وهي مصدر ضوئي كبير ينتفع به أهل الارض أيما إنتفاع بل وللشمس جاذبية بها يستقيم سيران الأرض وكل كواكبها ..كما أنها غداء لجسم الإنسان والأرض والحيوانات والنباتات..ودراسة علومها أيضا يقوي الإيمان والتوحيد: فهي من أعظم آيات الله الكونية . ولا يمكن أن يخلق هذا الكواكب العظيمة سوى رب عظيم سبحانه..بل ولولا الشمس لتكاثرت العديد من الجراثيم والميكروبات ولتكاثرت كل الأوبئة والأمراض التي لا تخطر اليوم على طبيب

+ للـتأمل في المطر: وكيف أنه ينزل بهاته الدقة والترتيب من سحبه ..بل وكيف أن ماءه يتبخر بالشمس من البحر المالح لينزل بعد ذلك مطراعذبا فهاته عملية عجيبة إن تاملتها؟ :فمن البحر للسماء ثم للأرض: فسبحان الله على هاته العملية التي تكتمل بشرب الأرض والنبات للمطر ثم تخزين الله تعالى لهذا الماء في الأرض ليخرج عيونا وأنهارا لشرب الإنسان..فتأمل هنا هاته العملية الإلهية العجيبة

+للـتأمل في إخراج النباتات بالمطر: فتامل كيف ان هذا الماء الشتوي يتفاعل مع البدور وتراب الارض ليخرج كافة النباتات المتنوعة المذاق والالوان والحدائق الملفوفة بالأشجار اليانعة..فتأمل كيف أن الماء واحد دون لون والتربة بلون واحد كما يبدو.. ومع ذلك تخرج بهما ثمار متعددة الألوان والأشكال والمذاقات..أليس هذا عجبا : فسبحان الله تعالى..

إن يوم الفصل كان ميقاتا 17 يوم ينفخ في الصور فتاتون أفواجا 18وفتحت السماء فكانت أبوابا 19وسيرت الجبال فكانت سرابا20

17+18+19+20/نذير يوم القيامة : وهو يوم الفصل الذي يفصل الله به بين كل خلقه ..وبين أهل النعيم وأهل الجحيم بل بين عوالم الجنة وعالم جهنم وجحيمها ..وهو يوم معلوم ميقاته عند الله تعالى وساعته :يؤخره لأجله القريب جدا إقترانا بعمر الدنيا: الذي مضى تقريبا كله والآيات هنا تشير:

+كيف أن إسرافيل عليه السلام رفع الصور ومنذ بعثة الرسول صلوات الله عليه لينفخ النفخة الأولى للقيامة فلا ينتظر سوى الإذن ..ثم ينفخ النفخة الثانية ليقوم الكل للبعث فيأتي الناس افواجا حسب أئمتهم ودياناتهم وأعمالهم للحساب.

+وتفتح أبواب السماء بعد أن غيرت أشكالها وطويت في النفخة الأولى: ويروى أن أبوب السماوات كانت مفتوحة ثم أصبحت تغلق أبوابا أبوابا وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أوصدت وأغلقت كلها:إلا باب التوبة : وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا..كما يروي الله تعالى ذلك عن الجن في سورة الجن.فهي موصدة ولم يبق مفتوحا كما يروى سوى باب التوبة.

+تلاشي الجبال : فتدعونا الآيات لتأمل هذا اليوم وكيف تقلع جبال الأرض من مواضعها وتتفتت كهباء وسراب إذ لا تبقى الأرض شيئا وذلك لأن مادة الأرض نفسها مكونة من هباء إن دققنا : فالتراب مكون من ذرات والذرات من جزيئات غير مجسمة إذن الأرض مكونة من لا شيء فالأرض مخلوقة من كثافة وهمية والإنسان من تراب هاته المادة الوهمية فقط ..ولئن دققنا علميا فمادة الدنيا كلها مادة وهمية علميا ..ولهذا تصير الجبال وتتفتت إلى ان تتفتت ذراتها فلا تصير شيئا..وخلق الأرض والإنسان من خلايا وذرات فارغة ماديا يدحض نظرية الفيض الفلسفية القائلة بأن العالم فيض من ذاته سبحانه وتعالى وعلا عن ذلك علوا كبيرا..وبعدها يبدل الله الأرض غير الأرض ..وتأمل هنا إلى غير..فأرض المحشر ليست هي أرضنا هاته بل ستبدل كليا.

إن جهنم كانت مرصادا 21 للطاغين مئابا 22 لابثين فيها أحقابا 23لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا 24 إلا حميما وغساقا 25 جزاء وفاقا 26

21+22+23+24+25+26/النذير بجهنم :فجهنم تترقب وتترصد الكافرين والعصاة والظلمة الفجرة والفساق : الطغاة :الذين ستكون هي مثواهم الاخير ومآلهم الأبدي الخالد لا بثين فيها أحقابا : أي ودهورا متتالية لا نهاية لها إلا العصاة من المومنين الذين يغفر لهم بعد حقبة أو حقب.ولا يشرب أهلها أي شراب بارد لذيذ يروي ظمأهم بل شرابهم الحميم وهو شراب بالغ الذروة في الحرارة والغساق وهو قيح وصدأ جلودهم الذي سال من جلودهم وفروجهم بالنيران ..وهذا ليس ظلما لهم بل جزاء موافقا لأعمالهم وكفرهم ..كما أنهم لا يذوقون في هاته الحرارة الشديدة بردا بل إما حرارات كاوية مفرطة الدرجات وإما زمهرير وبرد قاسي لا يقل ضررا من حرارة جهنم..أعاذنا الله منهاآمين

إنهم كانوا لا يرجون حسابا 27

27/كفر أهل جهنم بالحساب : فالجهنميون يعملون كل شيء بحرية في هاته الدنيا دون ظن بأن ذلك متبوع من الله تعالى وسيحاسبون عليه.. بل ويكرهون أن يحدثهم أحد عن هذا الحساب الذي لا يومنون به ولا يرجونه لأعمالهم السيئة الكثيرة وكفرهم الكبير بالله تعالى..فمن أمانيهم الباطلة ألا تكون هناك قيامة ولا حساب.

وكذبوا بآياتنا كذابا 28

28/التكذيب بآيات الله تعالى : فمن صفة الكفار التكذيب بكل آيات الله تعالى المقروءة والمرئية..لكنه وللأسف سرى هذا المرض حتى في المسلمين الذي صار العديد منهم لا يومن عمليا بالعديد من آيات القرآن وهم يتلونها حتى في صلواتهم كما قال تعالى : أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فكان الجزاء جهنم..فيجب أن نحذر من هذا الذنب العظيم فلا نومن بالقرآن كله كما حال العديد من المسلمين بل وحتى بعض الجماعات والأحزاب الإسلاموية التي ابتعدت عن المشروع القرآني لتنادي بمشروعها الفكري التغريبي ولو عن حسن نية..ومضللة للمسلمين بأنها ممثلة للإسلام الحقيقي..وكذا بعض الجماعات التي تتخصص فقط في جزء من الإسلام ناكرة لاجتهادات عدم إختصاصها كبعض الزوايا التي تنكر ما سوى تربيتها الروحية : فالتربية الروحية جوهر إسلامي لكنها ليست كل الإسلام الذي جاء لينظم كل الحياة وكل علاقاتها:

+علاقة الإنسان بربه سبحانه

+علاقته بنفسه ومجتمعه والعالم

+علاقته بكل البيئة الكونية

فمن لم يومن على الأقل بتنظيم القرآن الكريم لكل هاته العلاقات واقتصر على واحدة فقط فهو جاهل بالعديد من آيات القرآن الكريم إن لم نقل أنه يومن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.

وكل شيء أحصيناه كتابا 29

29كتابة القدر: فالله تعالى أحصى كل أعمال وأقوال وكل أفعال الإنسان التي قدرها عليه بحكمته وعدله وعلى غيره من المخلوقات فكل ما كان وما سيكون عند الله تعالى مكتوب في كتاب القدر...كما أن الملائكة عليهم السلام ينسخون كل أقوالنا وأفعالنا في كتب سنراها يوم القيامة .

فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا 30

30/زيادة عذاب جهنم: إذ يقول الله تعالى هنا للكفار وذاك بعد آلاف السنين من العذاب : فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ..وهي أشد آية على أهل جهنم إذ قبلها كانوا يطلبون من مالك خازن جهنم عليه السلام أن يقضي الله تعالى عليهم أو يخفف عنهم يوما من العذاب لكن الآية تجيبهم بأن ما ذاقوه قليل ويسير أمام ما سياتيهم من عذاب أألم وأشد وأنهم في الجحيم خالدون..

إن للمتقين مفازا 31

31/فوز المتقين : المتقين هم الخائفون الوجلون من الله تعالى الخاشعون له بامتثال كل أوامره واجتناب كل نواهيه الملتمسين مغفرته والنجاة من عذابه ..والمحترزون اليوم بطاعتهم له من معاصيه سبحانه وتعالى...وهؤلاء وحدهم ضمن لهم القرآن الكريم المفازة والفلاح والفوز بالجنة..فالمتقون وحدهم في القرآن هم الفائزون ..ولم يؤكد القرآن فوز كل المسلمين..فافهم وإذا فهمت فاتق الله واعمل للفلاح بالتقوى.:فالفوز ليس لكل المسلمين بل للمتقين منهم فاحذر.

حدائق وأعنابا 32 وكواعب أترابا 33 وكأسا دهاقا 34 لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا 35 جزاء من ربك عطاء حسابا 36

32+33+34+35+36/من نعيم المتقين : فقد أعد الله سبحانه وتعالى في الجنة لعباده المتقين جزاء تقواهم ووفقا لحسناتهم ما لا يمكن هنا وصفه لكن الله تعالى قرب لنا جنتهم بذكره سبحانه وتعالى لبعض الصفات التقريبية لنعيمهم:

+فلهم حدائق عالية الأشجار ناضجة الأعناب الحلوة واللذيذة والجميلة والغزيرة بكل ألوان الثمار التي لا تخطر اليوم على بال أحد..ومساحات هاته الحدائق لا تقدر..فقد طلب ملك من الله تعالى أن يطوف بكل الجنة عليه السلام بأكبر قوة ممكنة فأوحى له بأن يتقوى بأقوى الإجنحة ويطير ما يشاء في رياض الجنة ..وبعد آلاف السنين نزل وهو يبكي بكاء خاشعا لله تعالى فسأله ملك آخر أو كحورية عن سبب بكائه فأجابه بما طلب من الله تعالى وبعد آلاف السننين من الطيران أجابه الله تعالى بأنه لم يكمل حتى روضة من رياض أبي بكر رضي الله عنه..فسبحان من مكن عباده المومنين من هذا الملك العظيم.فطيران أقوى الملائكة لآلاف السنين لا يكمل حتى حديقة من حدائق هذا الصحابي الصديق رضي الله عليه : فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى

+وكواعب أترابا:وهن الحوريات الحسان المتساويات في العمر والناهدات المثير جدا جمالهن وبهاؤهن : حتى أنه لو أن إحداهن نزلت للأرض لعبدت من دون الله: فهن باهيات الجمال والحسن مثيرات لأزواجهن وجد ودودات ومحبات وطائعات لهم.

+وكؤوسا دهاقا لذيذة مترعة ومليئة بما لذ وطاب وحلى من لذيذ الخمور والمشروبات التي لا نعلمها اليوم في هاته الدنيا

+وحديثهم حديث جد سام وحكيم وممتع ولذيذ لا لغو فيه أي لا كلام فارغ فيه ولا كذب كما كلام أهل الدنيا اليوم الذين معظمه كلام ساقط لا حكمة فيه ولا فائدة..بل كلام أهل الجنة من ألذ نعيمهم: وكله سلام في سلام

+فلا يسمعون إلا أصواتا جميلة لذيذة حكيم وعذب كلامها ومنطقها

وذلك جزاء لهم وفق ما قدموه من تقوى الله في هاته الحياة الدنيا ..

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها..آمين

رب السماوات والأرض وما بينهما: الرحمان لا يملكون منه خطابا 37

37/توحيد الربوبية : وهو اليقين بأن للعالمين خالق ومدبر وسيد وقيوم واحد أحد هو الله تعالى دون شريك ..

رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا 37 يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا 38

37+38/من سلطان الله تعالى : فهو سبحانه وتعالى ذو سلطة مطلقة في الدنيا والآخرة..لكن في الآخرة سيظهر سلطانه بنصاعة أكبر حتى أنه لا يستطيع أحد أن ينبش ببنت شفاه أو يتكلم ولو كلمة واحدة حتى ولو كانت حكيمة وصائبة قبل إذنه تعالى..

38/تحري الصواب : وهي خصلة من صفات العقلاء والحكماء التي يجب أن يسعى لها كل مومن فلا يقول إلا صدقا مبتعدا عن اللغو والترثرة الزائدة ولا يتكلم أو يعمل إلا بحكمة دون تهور وخفة.

ذلك اليوم الحق.فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا 39

39/أحقية الساعة: فيوم القيامة يوم حق لا باطل.. ولا باطل فيه أيضا: وهو أكيد قريب لا ريب في ذلك وفيه لا يحكم إلا الحق هازما كل البواطل نحو جهنم..فالحق إسم من أسماء الله الحسنى..والتحلي به إكتساب لصفة رحمانية تنجي صاحبها في هذا اليوم الرهيب الذي لا ينجو منه إلا من آمن بالحق وعمل به وله بصدق

39/مقام الأوبة : وهو الرجوع والتوبة والإياب الدائم لله تعالى في كل صغيرة وكبيرة وبدايته التوبة لله تعالى من كل ذنب وتوحيد التوجه له بوجل وبكل إخلاص وخشوع وخشية ووسطه التقوى الكاملة ونهايته الوصول لله بكرامة الولاء له وحده سبحانه .

إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا 40

40/نذير القيامة : ففي العديد من آيات القرآن الكريم ينذرنا الله تعالى من هذا اليوم الرهيب الذي من صفاته هنا:

+رؤية كل أحد لكل أفعاله التي جناها في الدنيا وليس قراءتها فقط في كتابه بل رؤيتها كما عند الميزان حيث تجسد كل حسنة وكل سيئة بهيئة يراها صاحبها والله تعالى ورسوله والمومنون كما قال تعالى :وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون..صدق الله العظيم.فالله تعالى ينذرنا من هذا العذاب القريب الذي هو إنذار لنا للكف عن فعل السيئات :فغدا يوم القيامة سيتذكر كل منا أول ما يتذكر سيئاته حتى يوقن بالهلاك التام لولا مغفرته سبحانه وتعالى إن كان مومنا صادق الإيمان ..أما الكافر فيتمنى لو كان مصيره مثل مصير الحيوانات التي سيصيرها الله ترابا بعد القصاص. والله أعلم.

أعمال سورة النازعات



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة النازعات وآياتها46/15عملا مباركا:

والنازعات غرقا 1 والناشطات نشطا 2 والسابحات سبحا 3 فالسابقات سبقا 4 فالمدبرات أمرا 5

الآيات 1+2+3+4+5/من وظائف الملائكة الكرام: للملائكة عليهم السلام عدة مهام في كل الكون عدا صلواتهم السامية لله تعالى وتسبيحاتهم وأذكارهم العلية وعباداتهم الطاهرة لله تعالى إذ تشير الآيات هنا إلى :

+النازعات غرقا : وهو وصف للملائكة عليهم السلام حين تنزع أرواح الكفار والعصاة من أجسادهم /وهي غارقة في محبة أجسادها/ بكل شدة وقسوة..

+الناشطات نشطا: وهو وصف للملائكة عليهم السلام وهي تسل أرواح المومنين بكل رفق ونشاط وإستبشار بما ستؤول له هاته الأرواح في حياة البرزخ ثم جنات النعيم

+السابحات سبحا: وهي الملائكة السيارة في كل الكون والسابحة المسرعة بأوامر الله تعالى والغارقة في عبادته في كل العالمين

+السابقات سبقا : وهي الملائكة عليهم السلام حين يسرعون في تنفيد كل الأوامر الإلهية: كسرعتهم في إيواء الأرواح لبرازخها وغيرها من الأوامر...

+المدبرات أمرا: وهي الملائكة الكرام الممتثلة لله تعالى في تدبير كل أوامره المطاعة منها له سبحانه ..والتي لا نعلم عنها في حياتنا الدنيا سوى اليسير: كتدميرها للقرى العاصية ونزولها ليلة القدر بأوامر الله تعالى للسنة كلها....

يوم ترجف الراجفة 6 تتبعها الرادفة 7

6+7/نذير يوم القيامة: الذي يجب أن نستعد له ونخاف من هوله الكبير حين يرجف كل الكون بالزلازل والبراكين وتنشق السماوات هاوية على الأرض بإذن الله تعالى بعد النفخة الأولى التي تردفها النفخة الثانية ليقوم الناس لرب العالمين

قلوب يومئد واجفة 8 أبصارها خاشعة 9

8+9/إضطراب الكفار: ففي هذا اليوم يتروع الكفار بأهوال شديدة حتى توجف قلوبهم إذ تكاد القلوب تخرج من الأفواه من شدة شقائها وشؤمها ويأسها الكبير وندمها

+فالقلوب واجفة:تكاد تزهق من الأفواه لشدة الضجر والحزن والكآبة

+والأبصار خاشعة :أي مذهولة داهشة منكسرة وذليلة مما اصابها من الهوان والفزع الأليم

يقولون أءنا لمردودون في الحافرة 10 أءذا كنا عظاما نخرة 11 قالوا تلك إذا كرة خاسرة 12

10+11+12/تحريم الكفر بالبعث: فالكفار لا يومنون اليوم بالحياة الأخرى ومقتنعون أن بعث الإنسان بعد موته أمر مستبعد بل مستحيل فضربوا كما تشير الآيات هنا مثلا باستحالة تركيب الله تعالى للعظام التي تفتت وتنخرها الأرض والبلى..بينما يومن المسلمون بأن الله قادر على إحياء الموتى كلهم كما أحيى بقرة بني إسرائيل وطيور إبراهيم عليه السلام وحمار عزير عليه السلام بل وأذن لمخلوق مثلنا بإحياء الموتى وهو نبي الله ورسوله عيسى عليه السلام مما يدل أن البعث أهون ما يكون عند الله تعالى.

فإنما هي زجرة واحدة 13 فإذا هم بالساهرة 14

13+14/فجاءة الساعة: فما هي إلا صيحة ثانية من إسرافيل عليه السلام ليقوم الكل للساهرة وهي أرض المحشر..فتأتي فجأة كما أتت الصيحة الأولى المفنية لكل الكون فجأة..

هل أتاك حديث موسى 15 إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى 16 اذهب إلى فرعون إنه طغى 17 فقل هل لك إلى أن تزكى 18 وأهديك إلى ربك فتخشى 19 فأراه الآية الكبرى 20 فكذب وعصى 21 ثم أدبر يسعى 22 فحشر فنادى 23 فقال أنا ربكم الاعلى 24 فأخذه الله نكال الآخرة والأولى 25

15+16+17+18+19+20+21+22+23+24+25/إرسال موسى عليه السلام لفرعون: وهو ملك مصري متأله كان يستعبد شعبه ويستعبد بني إسرائيل بكل تظلم وطغيان فنصحه موسى بالإتعاظ والخشية من الله تعالى قصد التزكي والهداية وأراه معجزتيه الكبيرتين : إذ ألقى العصى أمام فرعون فإذا هي حية تسعى أمامه ثم نزغ يده فإذا هي بيضاء ناصعة لكنه كذب وعصى بل وخرج مسرعا وحشر جنوده وشعبه وسحرته ليؤكد لهم أنه ربهم الأعلى فنكل الله به أيما نكال وهو يستدرجه إلى أن أغرقه في البحر وجنوده

إن في ذلك لعبرة لمن يخشى 26

26/إتعاظ واعتبار الخاشين لله تعالى فقط من هاته القصة: فمن عبرها :

+الإيمان بنبوة موسى عليه السلام وأدائه لرسالته كاملة ونحن على ذلك من الشاهدين

+قدسية جبل طوى وهو طور سيناء الذي كلم الله به سبحانه وتعالى موسى عليه السلام فهو جبل مبارك

+طغيان فرعون وتكذيبه وعصيانه وإستبداده الكبير بنفسه وشعبه

+من مهمات الرسل : النصيحة والدعوة والموعظة بالتي هي أحسن وتقديم الحجج والبراهين المبينة والتزكية والإرشاد وتخويف العباد من سوء العواقب في الدنيا والآخرة دون خوف من الظلمة والفاسقين..وهكذا يجب أن يكون كل داعية لله تعالى.

+تأله الطغاة : فكل حاكم له صفات فرعون فهو متأله ولو لم يعلنها

+تنكيله تعالى بالطغاة : كما يروي الله تعالى هنا عن فرعون وجنده وفي سور أخرى عن العديد من الأمم الغابرة كعاد وثمود وقوم كل الانبياء عليهم السلام نقريبا عدا يونس عليه السلام

أأنتم أشد خلقا أم السماء؟ بناها27 رفع سمكها فسواها 28 وأغطش ليلها وأخرج ضحاها 29 والأرض بعد ذلك دحاها 30 أخرج منها ماءها ومرعاها 31 والجبال أرساها 32

27+28+29+30+31+32/دعوة القرآن للتفكر : فهناك العديد من الآيات التي تدعوا مباشرة للتأمل والتعقل والتدبر والتفكر لحد فقه الإعجاز العلمي وهنا يدعونا الله تعالى لذلك بسؤالنا عن:

+مدى شدة وعظم خلق السماء بالنسبة لخلقنا وكيف بناها ورفعها سبع سماوات عالية لا نراها بيننا وبينها بلايين السنوات الضوئية وكيف جعلها مستوية متينة منسجمة في ليلها ونهارها

+قدرته العظيمة وهو يكور الأرض فدحاها أي بسطها وكورها/ وهاته آية اخرى من آيات الإعجاز العلمي إذ لم يكن في وقت البعثة أي عالم يعرف أن الارض مدحية أي بيضاوية الشكل واسعة منبسطة ../وكيف أخرج الله مياهها ونباتاتها بكل علمية وأرسى جبالها العتيدة التي تعد أوتادا للأرض فلولا الجبال لما إستقرت الأرض ولا استوى فوقها مخلوق

متاعا لكم ولأنعامكم 33

33/كرم الله تعالى لابن آدم : فهنا تشير الآية إلى أن كل هاته السماوات القوية العالية العظيمة الخلق وهاته الأرض الغنية الواسعة المنبسطة ما هي إلا متاع للإنسان ولأنعامه فسخر لنا ما في السماوات وما في الارض سبحانه ما أكرمه؟ ولم يخلق أبدا من أجله بل من أجل عباده الصالحين وخلصائه من الإنس والجن والملائكة في الآخرة .. ولكافة الخلق في الدنيا.

فإذا جاءت الطامة الكبرى 34 يوم يتذكر الإنسان ما سعى 35 وبرزت الجحيم لمن يرى 36

34+35+36/نذير القيامة :والتي هي الطامة الكبرى أي الداهية والمصيبة بل والكارثة الكبرى على العالمين حيث تذكر الآيات هنا صفتين هامتين لها هي:

+تذكر الإنسان لكل أفعاله : ويروى أن الناس لا يتذكرون هنا سوى سيئاتهم حتى يتيقن الكل بالحساب الشديد والخسران المبين

+إبراز جهنم : إذ تهيج جهنم أعاذنا الله منها بادية على أرض المحشر في غضب شديد لها 700000زمام على كل زمام 700000ملاك شداد وهي ضاجرة هائجة تكاد تتفلت من الملائكة الكرام عليهم السلام لغضبها على العصاة والكفار..فيجثو الكل على الركب في خوف شديد

فأما من طغى 37 وآثر الحياة الدنيا 38 فإن الجحيم هي المأوى 39

37+38+39/من صفات أهل جهنم : فكل كافر فاسق وعاص لم يتب إلا وله نصيب من هذا الجحيم والعياذ بالله تعالى ..ومن الصفات الكبرى لأهلها:

+الطغيان :وهو العتو والتجبر والتكبر والظلم والإستبداد والغرور...

+إيثار الدنيا:أي تفضيل هاته الدنيا العاجلة الدنية السفلة الفانية على الآخرة الخالدة الباقية العلية لذا فإن الآية تأمر هنا بالزهد في الدنيا فهي دار عبادة لا دار متاع ولهوانها على الله فإنه لا يعصى إلا فيها..وجاءت فيها أحاديث عديدة وآيات كريمة كثيرة تحقر من شأنها كقوله تعالى : وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور :أي النعيم الزائف كالسراب...وقول الرسول صلوات الله عليه : لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى الله الكافر منها شربة ماء..فهي أقل من جناح بعوضى ومن يعظم جناح بعوضة فهو أقل منه شأنا ولا يساوي شيئا..فحب الدنيا وتقضيلها على الآخرة إذن من سمات الكفار..والزهد مقام عال من مقاما المحسنين لا يقدر عليه كل مسلم..

وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى 40 فإن الجنة هي المأوى 41

40+41/من صفات أهل الجنة : ولهم صفات عديدة أهمها التقوى والإخلاص والزهد والصدق وكل المكارم والفضائل ورفيع الأخلاق ..ومنها في هاته الآيتين:

+الخوف من الله تعالى : وهو مقام جليل دونه لا تقوى تذكر: فيجب ان ننزجر بوعيده بجهنم وبغضبه على كل العصاة خائفين من مكره ولو سبقت لنا البشرى كما كان كبار الصحابة رضوان الله عليهم الذين ازدادوا خوفا من الله تعالى بعد تبشيرهم بالجنة.إذ لا يامن مكر الله إلا القوم الخاسرون..

يسألونك عن الساعة أيان مرساها 42 فيم أنت من ذكراها ؟43 إلى ربك منتهاها 44 إنماأنت منذر من يخشاها 45 كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها46

42+43+44+45+46/حتمية الساعة : وهو تأكد ويقين المومن من مجيء يوم القيامة والبعث والفصل بين أهل الجنة وأهل النار..وهي غيب في غيب لا يجليها لوقتها إلا الله تعالى وقد ظهرت معظم علاماتها الصغرى والمتوسطة ولم تبق إلا العلامات الكبرى فهي تدنو جد قريبة ويروى عن بعض المدققين أنه لم يتبق من عمر الدنيا سوى 15على مليون من عمرها أي تقريبا 0.00000015

إنماأنت منذر من يخشاها 45

45/من مهمات الرسل: الدعوة لتوحيد الله تعالى وعبادته بما شرع ..وتبليغ كل رسالات الله تعالى وتعليمها للناس وتربيتهم بها وعليها ومن أهم وظائفهم هنا :

+الإنذار بالساعة : لكن هذا لا يخيف إلا المومنين بينما الكفار فلا يخافونها الآن.. فالخوف من القيامة وأهوالها من علامات حياة القلب وعلامة من صدق الإيمان ..وعدم الخشية منها ومن الله تعالى من أهمم أسس الفجور والفسق بل والكفر

كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها46

46/قصر الدنيا: فرغم أن عمر الدنيا كان ملايير السنين فإنها عند القيامة لا تساوي سوى مساء أو صباح..فأقل أيام الآخرة1000سنة مما نعد ..فكيف تكون شهورها وأعوامها ومواقيتها المتفاوتة في خلود؟

فاللهم سترك وغفرانك.واللهم إنا نسألك الآخرة وما قرب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من أن تكون الدنيا أكبر همنا ومبلغ علمنا فتكون النار مصيرنا: ونكون ممن قلت فيهم : يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون..كما معظم الكفار الدنيويين السفلة.

أعمال سورة عبس



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة عبس وآياتها 42/25 عملا مباركا:

عبس وتولى 1 أن جاءه الأعمى 2 وما يدريك لعله يزكى 3أو يذكر فتنفعه الذكرى 4أما من استغنى 5 فأنت له تصدى 6 وما عليك ألا يزكى 7 وأما من جاءك يسعى 8 وهو يخشى 9 فأنت عنه تلهى 10

الآيات 1+2+3+4+5+6+7+8+9+10/عشرة عبر: فالآيات الكريمة تروي حدث إعراض الرسول صلوات الله عليه وقطوب وجهه الشريف: فعبس وتولى من مجيء الصحابي الجليل إبن أم مكثوم وقد كان كفيفا يسعى للتعليم والتربية والتزكية على يديه الشريفتين والرسول صلوات الله عليه منشغل بحوار أحد وجهاء قريش بهدف إيمانه وإسلامه وقد كان رسول الله صلوت الله عليه متحمسا أيما تحمس لهذ الوجيه من قريش لكن أتى إبن أم مكثوم في وقت كان صلوت ربي عليه يريد فيه الإنفراد بهذ القرشي فتقطب وعبس: ليومئ إليه سبحانه وتعالى بأن الأولى إستقبال إبن أم مكثوم أيضا مع هذا لقرشي: ومن هذه الحادثة نعتبر بما يلي:

+ذم العبوس: وهو تقطيب الوجه غضبا أو حزنا أو قلقا وتضجرا: وقد كان رسول الله صلوات الله عليه بساما بشوشا لا يغصب إلا إذا نتهكت أمامه محارم الله تعالى وقد قال عليه السلام : لا تحقر من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق.

+ذم الإعراض عن الناس: فمن المساوئ أن يقبل أحد مهما يكن لحاجة فلا تعطيه وقته وتنشغل عليه معرضا عنه..بل من الآداب الرفيعة أن ترد سلامه ببشاشة وتقضي حاجته أو تعتدر بحسنى إن تعدرت عليك مساعدته

+تفضيل المومن الفقير على الكافر ذو الجاه والمال: فيجب أن نشعر في قرارة أنفسنا بأن المومن مهما يكن حاله ولو كان فقيرامعوقا فهو خير من أي كافر مهما ملك..بينما نرى العديد من المتمسلمين يزدرون ذوي الدين والإيمان ويحتقرونهم ويعزون كل أولي الدنيا مهما يكن فجورهم وضلالهم وذاك من صفات اليهود التي سرت وللأسف في الأمة : فاليهود معيارهم الدنيا وكل من شاكلهم بينما الله تعالى والرسول صلوات الله عليه والمومنون معيارهم الآخرة والإيمان

+التزكية : وهي طلب التعليم والتربية والطهارة والتطهر بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم في بعثته وعلى يد العلماء العاملين بعده عليه الصلاة والسلام

+التذكر : وهو الإتعاظ بكل ما يرى الإنسان أو يسمع وتذكر الآخرة دوما وقرب الموت فعمر الإنسان قصير وكثرة ذكر الله تعالى..والإعتبار بكل الدروس والمحاضرت والكتب الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلوات الله عليه

+التذكير : وهو تقديم النصح والموعظة والعبر لكل الناس بهدف دعوتهم للإسلام إن كانوا ضالين أوتذكيرهم إن كانوا مومنين : وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين.

+منفعة الذكرى : وهي أن التذكير والتذكر مفيد جدا للمومنين وعامة المسلمين فهو يزيدهم ثباتا وحرصا على الدين ويقوي إيمانهم ويوعيهم.

+ذم الإستغناء بالدنيا : وهو أن يفرح الإنسان بما ملك من مال وجاه دنيوي فيعجب بنفسه وينسى كل أمور الآخرة مغرورا بنفسه وبالدنيا

+السعي للتزكية : وذلك على يد الرسول صلوات الله عليه والصحابة رضوان الله عليهم بعده ثم التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين من العلماء العاملين

+الخشية من الله تعالى : وهي الخوف الممزوج بالإيمان والوجل من الله تعالى وعذابه ومكره ومقامه العظيم..

كلا إنها تذكرة 11

11/من آداب العالم المربي: تبين الآيات الكريمة السالفة وهنا في هاته الآية بلفظ كلا: أن يكون العالم المربي الداعية سمحا مقبلا على الناس مذكرا لهم معتنيا كثيرا بمن يراهم ذوي عزيمة كبرى للتعلم والتربية.

11/القرآن أعظم تذكرة: ومن أعظم أساليب الإتعاظ والتزكية كثرة قراءة القرآن وتدبره وترتيله بهدف العمل به..فهو يقوي الإيمان ويصفي النفوس والقلوب ويبعث على كل صالح الأعمال لمن تلاه حق تلاوته: ورتل القرآن ترتيلا..فالترتيل لا يعني هنا التجويد بالصوت فقط بل القرءة بصوت حسن دون عجلة وبتدبر من أجل الإتعاظ والتعلم من آياته الكريمة والتزكيةوالعمل به

فمن شاء ذكره 12

12/الدعوة للذكر: فمن أجل العبادات ذكر الله تعالى بجميع ألوان العبادات من قراءة وتدبر القرآن إلى الأذكار المسنونة والدعوات إلى الصلوات والنوافل إلى تعلم وطلب العلم في الدين خصوصا والتفكر في كل العلوم الدينية والكونية لوجه الله تعالى..فهاته من أجل العبادات بل وهي كل العبادات الهامة الفردية لكل مومن ولا أقول مسلم لأن المسلم العادي إن لم تخالط قلبه بشاشة الإيمان يصعب عليه الذكر والتعلم

في صحف مكرمة 13

13/تكريم القرآن : فالله تعالى جعل القرآن لكريم كريما أي غزير المواعظ والعلوم والمنافع مكرما أي معظما ذو قيمة كبرى عند الله تعالى وكل صالحي المومنين

مرفوعة مطهرة 14

14/رفعة القرآن الكريم : فهو عالي القدر ومكتوب في أعلى لوح : وهو اللوح المحفوظ..فهو رفيع الدرجة والمقام ورفيع عال في كل آياته الكرام

14/طهارة القرآن الكريم : فهو مطهر من كل ما في سواه من الكتب من نقائص: فلا يشوبه خطإ ولا نقص مهما دق فهو طاهر في كل آياته وعلومه التي كلها علوم حقة لا درن عليها.

بأيدي سفرة 15

15/نسخ الملائكة للقرآن الكريم: فهو مكتوب في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى الملائكة الكرام عليهم السلام من اللوح المحفوظ..

15/علم الملائكة بالقرآن الكريم : فالقرآن الكريم جاء رسالة تكليف للبشر والجن وتشريف للملائكة فهم ينتفعون به أيما إنتفاع ويفقهونه فقها لا يمكن أن نصله نحن لأنهم يدروسه في عالم أسمى من عالمنا ويتعبدون به في السماوات العلى فما أعلى علمهم به وفهمهم له وعباداتهم المطهرة الطاهرة السمية السماوية به عليهم السلام

كرام بررة 16

16/كرم الملائكة عليهم السلام : وهو تحليهم بكل أخلاق السماحة وكل علي الفضائل

16/بر الملائكة عليهم السلام : وهو طاعتهم التامة لله تعالى في كل صغيرة وكبيرة

قتل الإنسان ما أكفره 17

17/لعنة الله تعالى للكافر: فالكافر مقتول القلب والروح وهو في الحياة وملعون مبعد عن رحمة الله تعالى هنا وبعد الممات

17/مبالعة الإنسان في الكفر : فالإنسان أعطاه الله من المكارم ما لم يعط العديد من مخلوقاته لكنه رغم ذلك جحود ناكر للنعم لحد نكرانه لله تعالى ذاته ولتوحيده ومبالغته في الفجور والجحود والمعاصي والذنوب

من أي شيء خلقه 18

18/الإنسان مخلوق: فهو إذن لم يخلق نفسه: إذن له خالق هو الله تعالى ..ولا يمكن أن ينكر أن الإنسان مخلوق إلا أحمق مجنون مخبول ولا يمكن أن ينكر أن له ربا خالقا إلا بليدا لا عقل له ولا ذكاء

من نطفة خلقه فقدره 19

19/خلق الإنسان من نطفة : وهاته آية من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم إذ كان الناس يعلمون أن الإنسان مخلوق من ماء الذكر والأنثى لكن القرآن دقق هذا بيولوجيا ليؤكد كما تثبت كل العلوم الطبية والبيولوجية اليوم أن الإنسان خلق من نطفة واحدة من مني الرجل وحدها تدخل لبويضة المرأة..فالرجل يقدف ملايين النطف عند كل جماع لكن لا تدخل البويضة الأنثوية سوى نطفة واحدة من هذا المني فسبحان من خلق..وهاته دعوة لنعتبر بكل علوم الولادة وكل علوم البيولوجيا

19/قدر الله تعالى على الإنسان: فقدر خلقه كما قضى وأبرم قضاءه في جميع أطور حياته هنا وفي الآخرة فقدر كل شيء عليه حتى أنفاسه

19/الإيمان بالقضاء والقدر : وهو الركن السادس من أركان الإيمان بعد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..فيجب أن نومن بأن كل ما أصابنا من خير أو شر فهو مقدر منه تعالى فهو وحده الضار النافع..وهذا لا يعني أن الإنسان مسير في كل أموره بل هناك أمور مجبرة على الإنسان ومسير فيها كجنسه ومولده وأبويه بينما هو مخير في إختيار أي من أعماله وأفعاله وأقواله: لكن الله تعالى عليم بما سيفعل الإنسان هنا وفي الآخرة فعلمه بأعمالنا وأقوالنا وحياتنا كلها سبق أفعالناهنا وفي الآخرة لذا فهو قد قدر كل ما عملنا وما سنعمل: فعلمه سبق عملنا فكتبه فذاك هو القدر المكتوب علينا: فنحن إذن مسيرون في ما لا حرية لنا فيه مخيرون في أعمالنا وأقوالنا وكل أفعالنا لكن مشيئة الله فوق مشيئتنا فلا نفعل حسنة ولا معصية إلا بمشيئته وإن لم يرضى على معاصينا: فمشيئته لا تعني رضاه تعالى فهو قدر وشاء سبحانه ما لا يرضى عنه فيا له من صبور قدير

ثم السبيل يسره 20

20/يسر الإسلام : فسبيل الإستقامة ميسر سهل لمن أراد أن يستقيم ويتقي الله..فليس أمامه من عقبة سوى حسن التوكل والنية الحسنة

20/يسر الضلال: فالله يسر أيضا سبيل من أراد الغوى وغرته الحياة الدنيا فسهل عليه إرتكاب المعاصي ..فكلا السبيلين ميسرين : الهدى أو الضلال..

ثم أماته فأقبره 21

21/حتمية الموت : فلا أحد من المخلوقات يمكن أن ينجو من الموت إلا من شاء الله تعالى..فالموت على الإنس كلهم قدر مقدور..فقد مات محمد صلوات الله عليه وهو خير خلق الله تعالى ولا خلود لأحد في هاته الدنيا إطلاقا

21/تكريم الدفن : فالله أكرم المسلمين بنعمة الدفن التي فيها العديد من المنافع للميت ومن بعده من الأحياء..فأكرمنا بهاته السنة النبوية وغيرنا من الملل يتلاعبون بموتاهم لحد إحراقهم بالنار في الدنيا قبل الآخرة فالحمد لله تعالى على نعمة الدفن والقبر فهو بداية نعيم المومن

ثم إذا شاء أنشره 22

22/الإيمان بالنشور : وهو التصديق ببعث الله تعالى لكل الموتى يوم القيامة متى شاء ذلك سبحانه وتعالى

كلا لما يقض ما أمره 23

23/الإمتثال لأمر الله تعالى : وذلك بالإئتمار بكل أوامره واجتناب كل نواهيه سبحانه وتعالى..لكن معظم الناس كما تشير الآية الكريمة لا يفعلون ما أمروا به وغرتهم هاته الحياة العاجلة الفانية الدنية:

فلينظر الإنسان إلى طعامه 12 أنا صببنا الماء صبا 25 ثم شققنا الأرض شقا26 فأنبتنا فيها حبا 27 وعنبا وقضبا 28 وزيتونا ونخلا 29 وحدائق غلبا 30 وفاكهة وأبا31

24+25+26+27+28+29+30+31/التأمل في الأطعمة:فالتفكر في اللقمة عبادة من أجل العبادات لذا أمرنا الله تعالى هنا أن نتأمل كل طعامنا وخصوصا هنا النباتي وكيف أن الله تعالى أمطر عليه المطر من السماء وشق الأرض بهذا المطر ثم بالنباتات عند نموها لينبت سبحانه وتعالى لنا الحبوب المغدية والأعناب الحلوة والقضب وهو كل أنواع العلف لبهائمنا حتى تسمن والزيتون الدسم اللذيذ والنخل ذو الثمار المتنوعة اللذيذة الحلوة والحدئق ذات الأشجار المتلاصقة بشتى أنواعها وجميع أنواع الفواكه العديدة وكل الكلأ والأعشاب النباتية وهاته الآيات تدعونا إذن إلى الإهتمام ب:

+علوم الطقس : وكيف أن الله تعالى يأتي بالمطر من البحر المالح حتى مزارعنا فقراءة علوم الطقس وكيف يتكون السحاب والبرق والرعد من العلوم التي تؤكد اليقين التام في الخالق تعالى

+علوم النباتات:وهي علوم كثيرة ذات شعب كثيرة يجب على المسلمين الإهتمام بها عبادة لله تعالى وتفكرا أيضا فيها ثم إنتفاعا بها في دنياهم

+الدعوة للفلاحة : وهو العمل على إنتاج كل المنتوجات الفلاحية :الزراعية والرعوية من أراضينا وعدم الإعتماد على الآخر فلاحيا ولا في اي شيء : فهناك مخططات والله كارثية لتجويع العالم الإسلامي مستقبلا والتحكم في غدائه وقد بدأت بالسيطرة عى كل مشاريعنا الفلاحية حتى أن العديد من الدول المسلمة اليوم يتحكم في مشاريعها حتى الفلاحية أعداؤنا الذين نعلم يقينا وهذا مذاع بأن لهم مخططات لتجويعنا..وهاته دعوة لأولي الأمر خصوصا..

متاعا لكم ولأنعامكم 32

32/خسة متاع وأطعمة الدنيا : فرغم عظم هاته الأطعمة فليست سوى متاع ووسائل لتقوية الجسم يتشارك فيها الإنسان مع البهائم فهي إذن ليست بأطعمة سامية فهي فقط أطعمة دنيوية يجب أن لا نكثر منها فالمومن يتقوت فقط للعبادة ..وما ملأ إبن آدم وعاء شر ه من بطنه كما قال الرسو صلوات الله عليه.

فإذا جاءت الصاخة 33 يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصاحبته وبنيه36لكل امرء منهم يومئد شأن يغنيه37 وجوه يومئد مسفرة 38 ضاحكة مستبشرة 39 ووجوه يومئد عليها غبرة40 ترهقها قترة 41 أولئك هم الكفرة الفجرة 42

33+34+35+36+37+38+39+40+41+42/الإنذار بالساعة: وهي يوم القيامة التي من صفاتها في هاته الآيات الكريمة :

+النفخة الثانية في الصور حيث ينفخ إسرافيل عليه السلام النفخة الثانية الصاخة لقيام الناس لرب العالمين في ذهول ودهشة ووجل

+أنانية يوم القيامة : فكل ينادي نفسي نفسي ولا تملك نفس لنفس شيئا وحتى الرسل فإنهم ينادون نفسي نفسي عليهم السلام إلا محمد صلوات الله عليه رسولنا الكريم :الرؤوف الرحيم كما جاء في القرآن الكريم.. فإنه يدعو: أمتي أمتي يا غفور

+إنشغال كل امرئ بمصيره : فكل عند البعث مهموم بحسابه وإلى ماذا سيكون مصيره أللجنة أم جهنم؟ فلا يعبأ أحد بأحد والكل وجل متوجه للحساب في خوف شديد

+إشراق المومنين : فتكون وجوه المومنين مشرقة متنورة نورانية مسرورة مستبشرة بفوزها العظيم فتشرق لذلك كل قلوبهم وجوارحهم وجوانحهم

+ظلامية الكافرين : وهي إسوداد وجوه وقلوب الكفار وتكدرهم الشديد وهم مبلسون من رحمة الله متشائمون من مصيرهم الأليم في جهنم

أولئك هم الكفرة الفجرة 42

42/فجور الكفار: فبعض الناس يدعي أن للكفار أعمالا صالحة وأخلاقا سامية متناسيا فجورهم الكبير في عدم توحيدهم وعبادتهم لله تعالى وهذا قمة الظلم ..وحتى إن كانت لهم صالحات فعبادة للدنيالا إخلاصا لله تعالى .. فهي إذن من أكبر السيئات لعدم إخلاصها :فأعمالهم إذن كلها فجور في فجور.والحمد لله تعالى الذي قال أولئك هم الكفرة الفجرة ولم يقل : أولئك هم الفجرة الكفرة ..فكثير من المسلمين يغشى الفجور فالحمد له كما يشاء ويرضى سبحانه . 

أعمال سورة التكوير



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة التكوير وآياتها 29/16 عملا مباركا:

إذا الشمس كورت 1 وإذا النجوم انكدرت 2 وإذا الجبال سيرت 3 وإذا العشار عطلت 4 وإذا الوحوش حشرت 5 وإذا البحار سجرت 6 وإذا النفوس زوجت 7 وإذا الموءودة سئلت 8 بأي ذنب قتلت 9 وإذا الصحف نشرت 10 وإذا السماء كشطت 11 وإذا الجحيم سعرت 12 وإذا الجنة أزلفت 13 :

الآيات 1+2+3+4+5+6+7+8+9+10+11+12+13/نذير القيامة : ويستدعي الخوف الكبير والرهبة العظيمة من هذا اليوم المهول الذي تحدد فيه مصائر العباد إما لجحيم جهنم أو لنعيم الجنة وهو يوم تتغير فيه كل معالم الكون ليخرجه الله تعالى من طوره الدنيوي لطوره الأخروي الخالد : وتشير الآيات هنا إلى العديد من التغيرات العظيمة والحوادث الكبرى التي تقع في هذا اليوم الرهيب التي منها :

+تكوير الشمس أي أنها تأخد شكلا دائريا كرويا بعد أن يذهب ويتلاشى شعاعها..فتبدو مستديرة كالبدر دون توهج وأشعة

+إنكدار النجوم : فتتلاشى وتتهاوى ويذهب كل نورها وتوهجها وشعاعها

+تسيير الجبال : فتقتلع من مكانها لتصير سرابا وهباء كلا شيء بعد أن كانت من أقوى أوتدة الأرض ومن أقوى المخلوقات.

+تعطيل العشار : والعشار هي أجود النوق وهي كناية على أغلى ثراء عصر البعثة.. فتبقى النوق الجيدة التي كانت تعشقها العرب منتشرة دون من يعبأ بها وكذا كل ما شاكلها من النعم الدنيوية..فلا أحد سيهتم وقتها بمتع الدنيا ونعمها وبهائمها .

+حشر الوحوش : وهو جمعها في أرض المحشر بسباعها ونمورها وكل وحوشها الضارية المخيفة..فتحشر خاضعة مستكينة ذليلة لله تعالى للحساب حتى أن الله تعالى يقتص لذات القرن لم ضربت من لا قرن لها؟ فسبحانه من عدل حكيم

+تسجير البحار :أي إشتعالها بالبراكين وبمياهها إذ يحتوي الماء والبحري خصوصا على أشد المكونات الكيماوية إشتعالا : فالقنابل الهيدروجينية التي هي من أعتى الأسلحة من الهيدروجين الذي هو مكون مائي ..فتخيل وقد صارت البحار ملاييرا من القنابل والبراكين بأمواج نيرانها المخيفة.

+تزويج النفوس : وهي جمع كل نفس مع شاكلتها فالكفار مع الكفار والمومنين مع المومنين وكل أمة وحدها..كما تعني الآية الكريمة تزويج كل نفس بروحها أي إزدواج الأجساد بالأرواح مرة ثانية وإحياء الموتى وبعثهم

+إقتصاص الموؤودة : وهو طلب الموءودة التي دفنت حية في الجاهلية أو غيرها لماذا قتلت ودفنت بروحها؟..فيقتص الله تعالى من أبيها القاتل: فيومئد يتمنى حتى المومن لو أن له حقوقا عند غيره ولو كانوا آباءه فكل ينادي نفسي نفسي لهول الحساب وافتقار الكل للحسنات.

+نشر الصحف : وهو تطاير كتب الأعمال نحو أصحابها فيعرف كل إنسان كل حسناته وكل سيئاته

+كشط السماء : أي تلاشي أطرافها وتهاوي كل شموسها ونجومها وكواكبها فتنكشط من كل زينتها لتطوى بيمين الرحمان سبحانه وتعالى

+تسعير جهنم : وهو هيجان نيرانها وازياد إشتعالها وغضبها في هذا اليوم بعد أن هي اليوم سوداء مظلمة ساكنة..ففي يوم القيامة ستثور ويزداد سعيرها وهيجانها المهول اللهم أجرنا يا رب يا رحيم

+زلفى الجنة : أي أن الجنة تدنو وتقترب وتتفتح لأهلها من المومنين المفلحين

7/الإيمان بالبعث : وهو التصديق واليقين بإحياء الله تعالى لكل المخلوقات بعد الفناء يوم القيامة

8+9/تحريم الوءد : فقد كان العرب في الجاهلية يقتلون بناتهم خوفا من العار وامتهانا واحتقارا للمرأة..فجاء الإسلام ليدافع عن المرأة حتى وهي رضيعة. فحرم كل العادات الجاهلية الظالمة ليغير نظرة كل العالم للمرأة

8+9/دفاع الإسلام عن المرأة : فبعد أن جرم القرآن الكريم قتلة الموءودات.مضى ليزيل كل النظرة الدونية التي كانت يومئد عن المرأة كسلعة ومناطا للشهوات فقط ليفرض عليها الحجاب معترفا بمساواتها شريعة مع الرجل في الأحكام ويفرض إحترامها كأم وأخت ومسلمة وإنسانة ..وقد كانت تعامل الصحابيات رضي الله عنهن والتابعات كأميرات في بيوتهن..فالإسلام أول من نادى بحقوق المرأة بل و وأول محاميها بعد أن كانت فلسفات العصر وما قبله تعطي نظرة دونية عنها لحد نعتها بالبهيمية وبأنها مخلوق بلا روح.

علمت نفس ما أحضرت 14

14/الكدح للعمل الصالح : فيوم القيامة سيعلم كل منا ما قدم من أعمال : حسنات كانت أم سيئات : لذا وجب الإجتهاد ما دامت لنا فرصة هاته الحياة الدنيا في العمل الصالح لعل الله تعالى يضاعفه لنا ويتقبله منا برحمته وفضله ومغفرته آمين

فلا أقسم بالخنس 15 الجواري الكنس 16 والليل إذا عسعس 17 والصبح إذا تنفس 18

15+16+17+18/جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات كقسمه هنا ب:

+الكواكب السيارة التي تظهر وتختفي وهي سارية في كل الكون

+الليل إذا اشتد ظلامة وعسعس

+الصبح إذا بدا نوره فتنفس

إنه لقول رسول كريم 19 ذي قوة عند ذي العرش مكين 20 مطاع ثم أمين 21

19+20+21/الإيمان بررسول الله تعالى جبريل عليه السلام : فيجب الإيمان بأن الله تعالى خلق رسلا من الملائكة كما خلق رسلا من الناس وجبريل عليه السلام هو من أعلى الملائكة ورسول الله الملائكي الأعظم للعالمين عليه السلام ومن صفاته في الآيات أنه:

+كريم : أي كامل الصفات الحميدة عليه السلام كريم في طاعته لله تعالى وفي كل فضائله .

+ذو قوة: أي أن له قوة جد عظيمة ولا تضاهى فتأمل ملاكا تملأ ذاته الأفق ويصعد حتى السماء السابعة وينزل حتى أرضنادون عناء : فأي قوة تقريبية عندنا تكون له عليه السلام؟

+مكين :أي ذو مكانة عظيمة عند الله تعالى وذو رفعة وسمو وشرف بين كل الملائكة وعند كل المومنين حقا .

+مطاع : أي أوامره مقبولة للملإ الأعلى ورسالاته

+أمين : أي أنه يؤدي رسالاته وأماناته على أحسن وجه وبأمانة تامة وصدق وجدية.:عليه السلام

وما صاحبكم بمجنون 22

22/إفتراء الكفار على الرسول صلوات الله تعالى : فبرأه الله تعالى مما قالوا من بهتان عظيم عليه الصلاة والسلام إذ وصفوه بنقائص عديدة لحد نعته بالجنون : وهذا لسفه عقولهم وأخلاقهم.

ولقد رآه بالأفق المبين 23

23/رؤية الرسول صلوات الله عليه لجبريل عليه السلام : وذلك بالأفق الأعلى المبين في السماء السابعة وذلك على صورته العظمى التي لا ينزل بها للأرض..فقد تمثل عليه السلام في الأرض على صورة ّدحية الكلبي ..ولقد رآه الرسول من مكة يملأ الافق لكن الرؤيا في الأفق الأعلى هي الرؤيا المثلى لجبريل عليه السلام ولقد رآها رسول الله صلوات الله عليه فما أعظمها من خلقة نورانية له عليه السلام..

23/معراج الرسول صلوات الله عليه :فوصل حتى الأفق الأعلى المبين وما فوق السماء السابعة وسدرة المنتهى ليخاطبه الله تعالى في هذا المقام العلي العظيم صلوات الله تعالى عليه...بل ولقد وصل الرسول صلوات الله عليه مقاما لم يستطع السمو له حتى جبريل عليه السلام إذ عند سدرة المنتهى قال جبريل عليه السلام للرسول صلوات الله عليه : يا محمد إذا تقدمت اخترقت /أي الحجب / وإذا تقدمت احترقت .فسمى الرسول لما وراء سدرة المنتهى عليه السلام .

وما هو على الغيب بضنين 24

24/أمانة الرسول صلوات الله عليه : فلم يبخل ولم يأل جهدا صلوات الله عليه في تبليغ رسالات الله تعالى للعالمين :بل كان أمينا بمعنى الكلمة دقيقا في التبليغ والرسالة بل ولأمانته عليه الصلاة والسلام كانت العرب تأتمنه على كل شيء حتى قبل البعثة ..وكانوا يسمونه بالأمين عليه الصلاة والسلام لأمانته .

وما هو على الغيب بضنين 24 وما هو بقول شيطان رجيم 25

24+25/صدق الرسول صلوات الله عليه :فلم يكن الرسول صلوات الله عليه ليكذب على الله تعالى وهو من هو في المكارم والأخلاق ..بل وكل سيرته تدل على صدقه والقرآن الكريم وشهادة صحابته الكرام وكذا كل أحاديثه ..

25/ولا يمكن أن يكون قوله قول شيطاني حاشاه عليه السلام : فالشيطان لا يأمر بالحق والخير والفضيلة والمكارم بل بعكس ذلك يأمر لعنه الله تعالى..

فأين تذهبون 26

26/الرجوع لله تعالى : فالآية تسألنا إلى أين نفر ونذهب عن الله تعالى بل يجب هنا تطبيق قوله تعالى : ففروا إلى الله.أي إرجعوا رجوعا قويا وجديا وصادقا مخلصا لسبيله سبحانه وتعالى

إن هو إلا ذكر للعالمين 27

27/التذكر بالقرآن الكريم : فهو أعظم الذكر ومن أعظم المواعظ التي تعيد الإنسان لصوابه وللحق وفعل الخيرات..لذا يجب التذكر والتذكير به وبكثرة تلاوته وتدبره ودراسته والعمل به

لمن شاء منكم أن يستقيم 28

28/الإستقامة : وهي ضد التختل والإعوجاج وتستدعي الإنضباط التام على السنة النبوية الطاهرة فنأتمر بالأوامر والنواهي دون إبتداع ولا إفراط ولا تفريط

وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين 29

29/مشيئة الله هي العليا : فلله سبحانه وتعالى إرادة ومشبئة كما لنا إرادة ومشيئة لكن لا مشيئة لنا إلا بعد مشيئته فهو القدير القادر المقدر وليس هناك أمر في الكون يكون غصبا عنه بل حتى المعاصي فبمشيئته لكن لا يرضاها : فهو يشاء حتى ما لا يرضى سبحانه من صبور كريم..ومشيئته قدره وقضاؤه.فكل ما شاء كان سبحانه من مريد حكيم..بينما مشيئتنا نحن نسبية لا مطلقة كمشيئته هو تعالى .

أعمال سورة الإنفطار



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الإنفطار وآياتها 19/18عملا مباركا:

إذا السماء انفطرت 1 وإذا الكواكب انتثرت 2 وإذا البحار فجرت 3 وإذا القبور بعثرت 4

الآيات 1+2+3+4/الإنذار بيوم القيامة : إذتشير الآيات الكريمة إلى تغير كوني مهول عند الساعة إذ:

+تنشق السماوات وتنصدع وتتهاوى مجتمعة بيمين الرحمان سبحانه

+تتناثر وتسقط وتتهاوى الكواكب وكل النجوم متفرقة متلاشية

+تتفجر مياه وبراكين البحار ..إذ أقرب ما تكون البراكين قربا من سطح الأرض :في البحار ..كما أن المواد التي يتكون منها الماء مواد نارية أيضا فتنفجر البحار ببراكينها ومياهها فتأمل هاته الصورة المهولة.

+وينبعث الموتى وتتلاشى القبور وتنقضي كل حياة البرزخ كما انقضت الدنيا ليقوم الكل لحياة الخلود في النار أو في الجنة.

علمت نفس ما قدمت وأخرت 5

5/تقرير المصير : ففي هذا اليوم يتقر ر مصير الإنسان والجني حسب أعمالهما..فمن قدم الخير وكانت له حسن الخاتمة دخل الجنة ومن قدم شرا وكانت له سوء الخاتمة والعياذ بالله دخل النار.

5/الدعاء بحسن الخاتمة : فكم من إنسان يمضي عمره مومنا ويموت والعياذ بالله كافرا وكم من إنسان يقضي عمره عاصيا كافرا وينهي حياته مومنا لذا وجب علينا كثرة الدعاء بحسن الخاتمة : اللهم إجعل خير أعمالنا خواتمها.وخير أيامنا يوم لقائك

يأ أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم 6

6/تحريم الغرور بالله: وهو الإطمئنان من عذابه وعقابه مع الإستمرار في المعاصي وذاك خداع من النفس والشيطان لاستدراج العصاة إلى جهنم

6/الإيمان باسمه تعالى الكريم : فمن كرمه أن أكرم حتى خلق من عباده كرماء ..ومن كرمه أن سخر كل العالمين للإنسان وسيهب الجنان العظمى كرما ومنة وتفضلا منه تعالى للمومنين..فقد أعطانا سبحانه ما لا ولم نسأل وفوق ما نسأل وذاك هو الكريم : الذي يعطي قبل أن يسأل

الذي خلقك فسواك فعدلك 7

7/الإيمان باسمه تعالى الخالق : وهو المبدع والمخترع دون مثال سابق فهو الخالق المبدع والبارئ لكل المخلوقات فما من شيء إلا وهو من إبتكاره تعالى وخلقه

7/تسوية الإنسان : إذ سوى الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم مكتملا معتدل الجوارح والجوانح والخلقة معتدلا في كل خلقته.

في أي صورة ما شاء ركبك 8

8/الإيمان باسمه تعالى المصور : أي هو الذي يعطي الشكل الذي يشاء لخلقه :والتصوير يكون بعد الخلق: خلقكم ثم صوركم ..والصور ثابتة في هاته الحياة الدنيا لكنها متغيرة في الحياة الأخرى كالملائكة: فهم يتصورون بما شاؤوا من صور جميلة نورانية بإذنه تعالى ..وكذلك الجن تتصور بعدة صور لكن الشياطين منها لا تتصور إلا بصور قبيحة ظلامية بمشيئته تعالى..فسبحان من جمل صور الملائكة والمومنين وقبح صور الشياطين في الدنيا ..وفي الآخرة سيقبح صور كل أصحاب جهنم..ويزين بجماله وبهائه تعالى أصحاب الجنة ..فالحمد له بلا عدد.

كلا بل تكذبون بالدين 9

9/التكذيب بالدين : وهو عدم التصديق والكفر بالخير والبر والحق التي يدعوا لها الدين الإسلامي ..والظن بأن لا خير ولا طائل وراء التدين كبعض المتمسلمين الذين يقولون نحن مسلمون دون تدين فهؤلاء من المكذبين بالدين وهو نوع من الكفر

وإن عليكم لحافظين 10كراما كاتبين11يعلمون ما تفعلون 12

10/الإيمان بالحفظة عليهم السلام : وهم ملائكة تتوالى على الإنسان وتتغير كل فجر وعصر لحفظ الإنسان وأعماله..فهم معنا أينما كنا يحفظوننا من الشياطين ويكتبون أعمالنا.وهناك من فرق بين الحفظة والكتبة وهناك من يقول بأن الحفظة هم الكتبة.

كراما كاتبين 11

11/كرم الحفظة عليهم السلام : إذ هم كرماء متساهلون في كتابة السيئات ومتسارعون في كتابة الحسنات..فيضاعفون الحسنات ويتباطئون بكتابة كل سيئة: سيئة واحدة ست ساعات لعل المومن يستغفر: وذاك من كرمهم وصبرهم بإذنه تعالى..فعليهم السلام

يعلمون ما تفعلون 12

12/علم الحفظة الكرام عليهم السلام بالأعمال: فهم يعلمون الحسنات والسيئات العظام وكيف يكتبونها... كما يعلمون دقيق الحسنات والسيئات وكيف يكتبونها فهم علماء بكل أفعالنا يقرأونها قراءة صحيحة إن كانت خيرا وحقا حسنوها وإن كانت شرا وباطلا أساؤوها وكتبوها سيئات ...

إن الأبرار لفي نعيم 13

13/الدعوة للبر :إذ تدعو الآية الكريمة للبر وهي كل ألوان وأنواع الخير والحق والفضيلة :فيجب أن نتسابق في فعل هاته الخيرات بالإئتمار بالمعروف والعمل بكل الفضائل..

13/نعيم الأبرار : وهو ليس نعيم الدار الآخرة فحسب بل هناك نعيم للأبرار الكاملي التقوى هنا أيضا في الحياة الدنيا ويتمثل عادة في: نعيمهم بلذة العبادات وحلاوة الإيمان وبرد اليقين والأنس بالله والشوق إليه والرجاء فيه سبحانه وتعالى..حتى قيل : لله جنة في الدنيا من لم يدخلها صعب عليه دخول جنة الآخرة..التي بها نعيم الأبرار لا يوصف إلا مجازا وتقريبا للأذهان فقط ..:ففي هاته الدنيالا نستطيع وصف كل نعيمهم مهما عبرنا ..

وإن الفجار لفي جحيم 14يصلونها يوم الدين 15

14+15/جحيم الفجار : وهو ليس عذاب جهنم فقط بل للكافر والعاصي حياة جهنمية مؤلمة حتى في هاته الحياة الدنيا لا يشعر بأنه فيها : إذ لا ذوق إلا من يحيا نعيم الأبرار ..فالمعاصي والذنوب تفسد جوانح ومشاعر الإنسان حتى يفقد كل إنسانيته وذوقه وكرائمه ويصير هائما على وجهه يعيش كالأنعام في بهيمية وشقاء حتى هنا قبل الموت كما قال تعالى : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا..أي هنا في الدنيا قبل الآخرة..أما في الآخرة فلهؤلاء الفجار الجحيم الأكبر

14+15/للفجار جهنم يوم القيامة : فليس للكفار والعصاة والمذنبين إن لم يتوبوا بعد الممات إلا جحيم جهنم يوم القيامة

وما هم عنها بغائبين 16

16/خلود الفجار في جهنم : فلا يغيبون عنها طرفة عين وما هم منها بمخرجين: وهؤلاء :من وجب لهم الخلود في النار بينما هناك من المسلمين من سيدخل جهنم ثم يغفر الله له وينجيه منها..: فأهل لا إله إلا الله لا يخلدون في جهنم والحمد لله تعالى

وما أدراك ما يوم الدين 17 ثم ما أدراك ما يوم الدين 18

17+18/عظمة يوم القيامة : فالله تعالى وضع في هاتين الآيتين سؤالين متشابهين تأكيديين عن هذا اليوم العظيم ليعلم المسلم أن هذا اليوم خطير ومصيري : عظيم :لذا يجب الإستعداد له بجد واجتهاد لا بتراخي وعجز..

يوم لا تملك نفس لنفس شيئا .والأمر يومئد لله 19

19/عجز الكل يوم القيامة : فلا يستطيع غدا بعد البعث أن ينقد أحد أحدا أو ينجيه ..بل ولا حتى أن يشفع له دون إذن الله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والأمر ..

19/لله الأمر : فلله الأمر من قبل ومن بعد أي في كل زمكان فأمره أزلي وأبدي لكن هذا لا يبدو اليوم جليا لعمي البصائر من الكافرين ..

الذين لا يعرفون بأن الأمر كله له سبحانه وتعالى إلا غدا يوم القيامة فلا يشاركه في أمره يومئذ أحد سبحانه.


أعمال سورة المطففين



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة المطففين وآياتها 36/25 عملا مباركا:

ويل للمطففين 1 الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون 2 وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون 3

الآيات :1+2+3/تحريم التطفيف: وهو إخسار المكاييل والموازين..فعندما يكتال أو يزن المطفف يطفف ويوفي لنفسه ويبخس ويغش غيره. فهو إذن يسرق في الوزن والمكيال..

ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون 4 ليوم عظيم 5

4+5/تحريم التكذيب بالبعث : وهو عدم التصديق بيوم القيامة وبالنشور بعد الموت وبكل الحياة الآخرة..فالمكذب بهذا من أكبر الكفرة ولا خير يرجى منه إن لم يتب ويومن..

ليوم عظيم 5 يوم يقوم الناس لرب العالمين 6

5+6/الإيمان بعظم يوم القيامة : فهو يوم حقا عظيم ذو أهوال شديدة وأحوال ومحن متفاوتة..يجب علينا تقديره حق قدره ولهذا وجب اليوم العمل الصالح والكد حتى نكون بحول الله تعالى من الناجين من أهواله ومن الجحيم..ففيه تقرر كل المصائر وفيه يقوم كل الناس للحساب أمام الله تعالى.

كلا إن كتاب الفجار لفي سجين 7 وما أدراك ما سجين 8 كتاب مرقوم 9

7+8+9/الإيمان بسجين : وهو ديوان الشر وهو مجموعة كتب الكفرة والمنافقين وكل أصحاب الجحيم مرموز ومرقم ومنظم حسب أعمال كل أحد..

ويل يومئد للمكذبين 10

10/هلاك المكذبين : فللمكذبين بالقيامة وبالبعث وبالدين عموما ويل كبير وهو الهلاك التام.. كما أن ويل وادي من نار في جهنم تستعيذ منه نيرانها فاللهم غفرانك آمين.

الذين يكذبون بيوم الدين 11

11/تحريم التكذيب بالقيامة : وهو عدم التصديق بمجيء يوم عقيم :يكون هو آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة يحكم فيه الله تعالى مباشرة بدينه الحق الذي هو الإسلام ولذلك سمي بيوم الدين فلا ثروات تنفع عدا الحسنات والأعمال الصالحة وصدق التمسك بالإسلام

وما يكذب به إلا كل معتد أثيم 12

12/إعتداء المكذبين : فمن صفة المكذبين اليوم بالقيامة عدم التحكم في أنفسهم فيظلمونها ويظلمون الناس ويتعدون حدود الله تعالى وحقوق عباده وكل خلقه

12/إثم المكذبين : فمن لم يصدق بهذا اليوم العظيم لن يكون له وازع ينهاه عن المناكر فتكثر ذنوبه وجرائمه ويكون كثير المعاصي والسيئات مبالغ في الإثم بل الآثام والتعدي: فهو معتدي أثيم.

إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين 13

13/إفتراء المكذبين : حيث تشير الآية إلى إفتراء المكذبين على القرآن الكريم وبأنه ليس من عند الله العلي العظيم سبحانه بل يدعون أنه فقط من أساطير وروايات وحكايات وخرافات الأمم السالفة : فيا للعماء المبين؟

كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون 14

14/ران المكذبين : إذ يغشى قلوب المكذبين من الذنوب والمعاصي والآثام ما يجعلها تسود رويدا رويدا إلى ان يتغشاها ظلام وسواد الآثام فذلك هو الران الذي يغشى ويغلف قلوب العصاة والمذنبين..

كلا إنهم عن ربهم يومئد لمحجوبون 15

15/حجاب المكذبين:فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إليهم لأنهم لا يستحقون ذلك.. ولا يمكنهم النظر لوجهه الكريم فلا يرى الله تعالى غدا يوم القيامة كل الناس بل فقط أصحاب الجنة ..بينما الكفار وكل أصحاب الجحيم في حجب من فوقها حجب من ظلمات ونيران والعياذ بالله .

ثم إنهم لصالوا الجحيم 16

16/دخول المكذبين جهنم : فكل مكذب بالقيامة والآخرة مآله للجحيم لا شك في ذلك ولا رحمة ترجى له من الله تعالى

ثم يقال :هذا الذي كنتم به تكذبون 17

17/خطاب المكذبين : فحتى يزيد الله في تعذيبهم غدا يوم القيامة تقول لهم الزبانية عليهم السلام وهم ملائكة العذاب : هذا ما كنتم به تكذبون : وهذا للزيادة في تعذيبهم وتأنيبهم وتوبيخهم وزجرهم

كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين 18 وما أدراك ما عليون 19 كتاب مرقوم 20 يشهده المقربون 21

18+19+20+21/الإيمان بعليين : وهو ديوان الخير ومجموعة كتب الصالحين من أصحاب الجنة من عباد الله تعالى حيث رقمت ونظمت وأحصيت أعمالهم ولكل منهم كتابه من هذا الديوان الذي يتملاه ويشاهده المقربون خصوصا من عباد الله تعالى من الملائكة وغيرهم والله أعلم

إن الأبرار لفي نعيم 22 على الأرائك ينظرون 23

22+23/نعيم الأبرار: وهو إنغماسهم في متع الجنان الخالدة التي لا يمكن وصفها إلا مجازا وتقريبا كما أشار الله هنا إلى جلوس وراحة الأبرار على الأرائك وهي الكراسي الفخمة المريحة والأسرة الفخمة الجميلة المهياة لكل ألوان الراحة والمتعة في هاته الجنان النعيمة

23/تملي الأبرار : إذ يمتع الأبرار أبصارهم بما تقر به الأعين من نعيم الجنة ومتعها فرحين بما آتاهم الله تعالى وهم جالسون على هاته الأرائك كما تملي الآية

تعرف في وجوههم نضرة النعيم 24

24/نضرة الأبرار : إذ يعلو وجوههم وأجسامهم ظاهرا وباطنا من الجمال الذي لا يمكن وصفه والذي يعبر على ما هم فيه من سعادة ونعيم

يسقون من رحيق مختوم 25 ختامه مسك .وفي ذلك فليتنافس المتنافسون 26

25+26/شراب الأبرار : إذ في الجنة ما لذ وطاب من المشروبات بكل ألوانها وهنا يخبرنا الله تعالى بأن الأبرار يشربون من رحيق وهو ألذ الخمور مختوم ومغلق في قوارير يفتحها أهل الجنة وختامه هذا ليس من طين أو زجاج أو حديد كما في الدنيا بل من مسك..فإذا كان الغطاء فقط مسكا من الجنة فكيف يكون الشراب ؟

26/التنافس في البر : وهو التشمير والجد والكدح والإجتهاد في كل ألوان العبادات لوجه الله تعالى ولنعيم هاته الجنة المغرية والخالدة..فلها يجب أن نتسابق ..فسهل أن يقبل المومن الحق أن تكون دنياك خير من دنياه لكن قلما يرضى المحسن أن تكون آخرته ودرجته في الجنة أقل من الآخرين

ومزاجه من تسنيم 27 عينا يشرب بها المقربون 28

27+28/عين تسنيم : وهي عين من ألذ عيون الجنة وأعلاها تنبع من الفردوس ومنها يشرب المقربون مباشرة بينما تمزج العديد من مشروبات الجنة بمياهها البالغة اللذة والطيب.

إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون 29 وإذا مروا بهم يتغامزون 30

29+30/جرم المستهزئين بالمومنين : فعادة ما يسخر في هاته الحياة الدنيا القليلوا الإيمان او الكفار من المومنين الملتزمين بتعاليم الإسلام وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام..وهاته من أكبر جرائم أهل النار..إذ يلمزون ويهمزون اليوم كل أهل الإيمان من المسلمين والمسلمات.

وإذاانقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين 31

31/طيش المستهزئين: وهو تهورهم وفرحهم وتفكههم الساخر من المسلمين ..والزائد مع أسرهم وأصدقائهم وأقربائهم إذ يسعون للسعادة والمرح بالحرام فلا يسعون سوى لطيش وحمق وفرح مزور.

وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون 32

32/إدعاء المكذبين على المومنين : إذ عادة ما ينعت الكفار أهل الإيمان بكل النعوت الباطلة ويلصقون بهم من التهم ما ليس فيهم وهنا يمضون لحد نفي الرشاد والهدى عنهم ليصفوهم بالضلال وهم أهله والمستحقين له ظانين أنهم على حق والمومنون على باطل..بينما معظمهم يقول هذا وهو يحس في قرارة نفسه أنه كاذب..وإنما يدعون ذلك فقط سخرية واستهزاء وتفكها وتظلما واعتداء

وما أرسلوا عليهم حافظين 33

33/عدم هيمنة الكفار: فالكفار ليسوا حفظة ولا رقباء ولا ذووا سلطة عليا أبدا على أهل الإيمان كما تملي الآية الكريمة..

فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون 34 على الأرائك ينظرون 35 هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون 36

34+35+36/غبطة المومنين : فغدا يوم القيامة سيبتسم كثيرا ويضحك بغبطة بالغة كل المومنين وهم جالسون على ألذ الأرائك ينظرون للكفار وهم يلاقون شديد العقاب والحساب ويساقون لجهنم والعياذ بالله تعالى .

اللهم أجر كل مسلم منها يارب آمين..

أعمال سورة الإنشقاق



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الإنشقاق وآياتها 25/20 عملا مباركا:

إذا السماء انشقت 1 وأذنت لربها وحقت 2 وإذا الأرض مدت 3 وألقت ما فيها وتخلت 4 وأذنت لربها وحقت 5

الآيات 1+2+3+4+5/الإنذار بالقيامة : وهي إندثار الكون وتغيره نحو النشأةالآخرة حيث تشير الآيات إلى إنصداع السماء وانشقاقها وهي تطوى بيمين الرحمان سبحانه خاضعة منقادة بكل طواعية وحقت الحاقة التي هي الساعة العظمى للبعث.. وقد انبسطت كل الأرض وزلزلت زلزالها الأعظم وتفجرت مياهها وبحارها وبرها ببراكين عاتية: لتأخد شكلها الخالد الأخروي منقادة خاضعة وقد ألقت كل ما في جوفها من اموات للبعث أحياء..

يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه 6

6/الكدح لله: الكدح هو العمل بجد وجدية وصبر مهما تعسرت ظروف هذا العمل وهاته الخاصية توجب على الإنسان الصبر في أعماله الحسنة وفي فعله لكل الحسنات فيجد لله تعالى خالصا مخلصا له في كل أفعاله واقواله وأحواله وكل عباداته ..إذ يجب ان يتعب نفسه وينصب كلما كان لديه فراغ للكدح الصالح لوجهه تعالى

6/الإيمان بالجزاء : إذ يجب اليقين بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا فكل كدح لله تعالى لا بد ان يجد ثمرته المومن ناضجة غدا يوم القيامة .

فأما من أوتي كتابه بيمينه 7 فسوف يحاسب حسابا يسيرا 8 وينقلب إلى أهله مسرورا 9 وأما من أوتي كتابه وراء ظهره 10 فسوف يدعو ثبورا 11 ويصلى سعيرا 12

7+8+9+10+11+12+/الإيمان بتطاير الصحف: إذ غدا يوم القيامة تتطاير كل كتب الأعمال نحو أصحابها :فالمومن المفلح يأخد كتابه بيمينه فيفرح بذلك وينقلب نحو أهله من أصحاب الجنة فرحا مسرورا مغتبطا غبطة الأبد..بينما يأخد الكفار كتبهم إما بشمائلهم او وراء ظهورهم وقيل : بشمائلهم من وراء ظهورهم..إذاك يتيقنون بالهلاك والخسران المبين منادين : واثبوراه ومولولين في تعاسة وندم وأسف وأسى مضني ..وهم يقادون للدخول مع الشياطين إلى جهنم

12/الإنذار بجهنم: إذ يجب الخوف من أن يكون مصيرنا مصير هؤلاء الكفرة فنصلى ونلقى ونقدف في نار الجحيم الكبرى التي تتسعر من آلامها القلوب والجلود وكل جوارح وجوانح وضمائر الإنس والجن.فيجب أن نتعلم الخوف منها وذاك يقتضي تخيلها من خلال القرآن والحديث فهي والله جد مهولة وعتية أجارنا الله تعالى بمغفرته منها ورحمته.

إنه كان في أهله مسرورا 13

13/ذم الفرح بالدنيا: فالكفار اليوم فرحين فاكهين مطمئنين لا بذكر الله تعالى بل بالدنيا وتكاثراتها ومتاعها :فيعيشون سرور السكارى الذي هو سرور أحمق يظنونه سعادة..لذا فمن صفات الكفار والمنافقين الفرح بالدنيا بينما من صفات المومنين الطمأنينة بذكر الله تعالى والسعادة بعبادته لا بشهوات ومتاع هاته الدنيا الفانية...فالدنيا خير ما فيها الزهد فيها.

إنه ظن أن لن يحور 14

14/ الكفر بالبعث : وهي عقيدة الملحدين والمنافقين والكفار إذ يظنون أن لا آخرة وإنما هي حياة دنيا فقط وأبدية..فلا يومنون بحياة بعد الموت أبدا رغم أن الله تعالى ضرب أمثالا كبيرة على إحيائه للموتى : كإحيائه لبقرة بني إسرائيل ولطيور إبراهيم عليه السلام ولحمار عزير عليه السلام بل وإذنه لمخلوق وهو: عيسى عليه السلام بإحياء الموتى فكيف لا يكون سبحانه وتعالى قادرا على البعث وهو الخالق الخبير العليم سبحانه وتعالى؟

بلى إن ربه كان به بصيرا 15

15/الإيمان باسمه تعالى البصير : فالله سبحانه وتعالى ينظر برؤيا تليق بجلاله وكماله وجماله لا للصور بل للقلوب فهو منزه سبحانه وتعالى أن يرى العالم كما يراه المخلوق بل له رؤيا نورانية لا يعلمها إلا هو سبحانه

فلا أقسم بالشفق 16 والليل وما وسق 17 والقمر إذا اتسق 17

16+17+18/جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات : كقسمه هنا بحمرة الغروب وبالليل حين يجمع ظلامه: كل ما تفرق بالنهار. والقمر حين يكتمل بدره ونوره.

لتركبن طبقا عن طبق 19

19/أهوال القيامة: فسيمر الإنسان بأحوال وأهوال عتية وشديدة متطابقة ومتتالية غدا يوم القيام تشيب لها الأولاد وتقشعر من هولها الأرواح والقلوب ..ثم تكون الجنة درجات بعضها فوق بعض .. وجهنم دركات بعضها تحت بعض سترك يا رب

19/الجنة درجات: فيعلوا المومنين غدا درجات الجنة طبقة فوق طبقة

19/الجحيم دركات: كما سينزل الكفار طبقات النار دركا تحت درك اللهم أجرنا من دركات النار.

فما لهم لا يومنون 20

20/ليس للكفر أسباب: إلا نفس الكافر والمنافق الشريرة فكل شرير لا يمكن أن يومن بالخير ..وكل باطل لا يمكن ان يومن بالحق.. فمن كان شرا وباطلا كان كافرا وكانت له جهنم ومن كان خيرا وحقا كان مومنا وكانت له الجنة..فسبب الكفر إذن هو جوهر الإنسان الشرير لا الظروف أو الواقع فالكفر جوهر نفسي كما الإيمان .

وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون 21

21/قراءة القرآن الكريم : وهي من أجل الاذكار التي يتقرب بها لله تعالى..فليس هناك ذكر أحسن من قراءة كلامه سبحانه وتعالى بتدبر وترتيل وتأني ودون عجلة

21/كثرة الصلاة والسجود: فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وقد قال الرسول صلوات الله عليه للصحابي الجليل الذي سأله مرافقته في الجنة رضي الله عنه: أعني على نفسك بكثرة السجود..وقال صلوات الله عليه : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء .

21/سجود التلاوة : إذ هناك بعض الآيات التي يستحب فيها السجود وهي معلومة ومرموزة في القرآن الكريم ويعلمها جيدا حفظته..ويستحب الدعاء بها ب : اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبدك داوود واعود بك من شر ما سألك منه عبدك داوود لأنه أول من سن سجود التلاوة عليه السلام

أو تقول داعيا : اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك محمد وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك محمد ..عليه السلام

بل الذين كفروا يكذبون 22

22/تكذيب الكفار : من علامة المنافقين والكفار عدم التصديق لا بما أتى به الرسل الكرام عليهم السلام فحسب :بل سوء الظن وتكذيب الآخرين وسوء الظن في كل شيء وأحد تقريبا..فالأصل في المومن التصديق والثقة والأصل في الكافر التكذيب..

والله أعلم بما يوعون 23

23/علم الله تعالى : فهو سبحانه وتعالى يعلم كل ما جل وعظم وكل ما دق وحقر ..ألا يعلم وهو اللطيف الخبير؟ فهو الخالق سبحانه.. فكيف لا يعلم الشيء من هو خالقه وموجده؟فهو إذن سبحانه خبير عليم بكل علم :ما نعلم وما لا يمكن أن نعلم ..بل وعلمه ليس مكتسبا بل هو عليم بذاته سبحانه..لكن الكفار والمنافقين يظنون ان الله ليس بمطلع على أسرارهم وهو العليم الخبير .

فبشرهم بعذاب أليم 24

24/إنذار الكفار : وذلك بأنهم :إن لم ينتهوا عن غيهم وضلالهم فلهم في هاته الدنيا معيشة ضنكا ولهم في الآخرة عذاب أليم في القبر وفي جهنم..

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون 25

25/تبشير المومنين العاملين: فلا إيمان دون عمل صالح ..ومن كان له هذا الإيمان العملي فله البشرى بأجر غير ممنون أي غير مقطوع ومستحق منه تعالى فضلا ورحمة على إيمانه الخالص الصادق وعمله الصالح

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين